هكذا تدمر الأنوثة في شوارع كيرالا

بقلم : مبشر بن حمزة الوافي

كما أن المرأة كائنة عاطفية تتغلب على قوى الرجولة القوامة في حين بين آخر، يواجه شخصها الناعم الرخيم من عدة النواحي والجوانب اضطهادات جمة.

بالنسبة للديانة الحقيقة الإسلام، المرأة أكرم خلق وأجله بجنسها، لأن من أرسل برسالة التحرر من وأد البنات هو رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم،
وأن من يحق الوراثة للإناث بمعدل متوازن هو نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم،
وأن من أنزل عليه بفريضة الحجاب والجلباب على نسوانه والنساء المؤمنات هو سيد البشر محمد صلالله عليه وسلم  ، بشرها بأن الجنة تحت أقدام الأمهات فهي الأم، ومثل الأمومة الزوجية والبنتية أيضا من عظيم دور الأنوثة في الإسلام.

وقد حذر الإسلام من تشتيت كيانها بخشونة التعامل وصعوبة السلوك، ومن أمثالها قول الحبيب لصحابي أسرع بسيره على البعير وعليه الصحابيات «يا أنجشة رويدك رفقا بالقوارير». شبه الحبيب المصطفى شخص المرأة وكائنها بالقارورة الزجاجية تتكسر باللامبالية وسوء المعالجة بها. وبشارة النبي الصفي لمن صحب زوجته في النهج القويم والأسلوب السوي بكلمته «خياركم خياركم للنساء» تشاطرنا رسالة مرموقة تتطلبه الأيام الجارية والحوادث الراهنة. ولم يكن على الأقوال منحصرا، بل قام النبي بتفعيل هذه النماذج في المعايشة مع الأزواج والبنات.

بمناسبة المطالب إلى التحرر والإستقلال تضيع المرأة كيانها وذاتها، تكاد تدمر الأنوثة راقصة بنغمات الشيوعية والمنظمات النسوية المطلقة. وتشرع في طرح القوانين الإسلامية وراء ظهرها، وترفع أصواتها بالنعرات وسواعدها بالبطاقات المرسومة عليها التسوية بين كلا الجنسين. ولا تعد تتفكر عما تؤول إليه في الآجل ومصيرها في المآل.

جدار النسوان.

وقد شاهد كيرالا في بداية هذه السنة 2019 لجدار النسوان طوال شوارعه من كاسرغود إلى تروننتفرم، عقده الجناح الأيسر مع دعامة من حكومة الولاية والوزراء مع الشعار «لا تعد كيرالا حظيرة المجانين». واها لطول هذه المظاهر الزاخرة بالفتيات المؤمنات الكاعبات والأخوات المسلمات مع الجلباب والحجاب! واحسرة من استخفت بأزياء المسلمة العفيفة الطاهرة التي لا تتخذ أخدانا ولا تتبرج تبرج الجاهلية الأولى!

ما أطول العزة بالإثم لمن خالف إرشادات الإسلام، وتحدى شريعته في الشوارع بين رؤوس الخلائق، وأذاعت هذه السخرية والإزدراء عبر الشاشات والجوالات والهواتف الذكية في صورة بشعة تشمئز منها قلوب من مسته ذرة من الإيمان!

فلاش موب.

عرضت الفتيات المتبرجات الكاسيات العاريات المميلات المائلات عجائزهن وصدورهن مثل براذن الإبل، لا هن وارثات فاطمة الطهرى وخديجة الكبرى وعائشة الصديقة المبرئة من المفترى. وهذا التبرج والرقصات في شوارع كيرالا قد ارتجت بها أركان الجامعات والكليات العالية ومعاهد العلوم بأسرها. ومن مطالب الطالبات حتى المسلمات  ولو بأسمائهن- الامتزاج والاختلاط مع الجنس الآخر أي الذكور في مقعد الكلية، وتسمونها التحرر والتقدم وتنمية النسوان. ولم تكن تفهم هؤلاء الفتيات بأن كمالها في محافظة النعومة والعاطفية، وعزتها في المداومة على الستر والحجاب بين الأجانب، وبالأخص عند ازدياد العيون الخادعة والأيادي الماكرة، وهذا بجانب واحد.

وبجانب آخر هن يصرخن ويصحن أمام المحكمة والحكومة، ويدعين أن الرجولة قد غلبت عليهن بالاضطهادات والاغتيالات. وأنى يبرر هذا التعارض؟َ!.. لأن الجبلة البشرية تجتذب إلى الجنس الآخر، وهذا من لوازم الاستمرارية التناسلية البشرية على وجه الأرض، ولكن رغبة الرجل أكثر سرعة مما للنساء.

والحل الوحيد الفريد غمض العيون من كلا الجنسين عما حظر عنه، وستر العورة من النساء بين أيدي الرجال الأجانب، إضافة إلى الغمض كما أرشد الكتاب المنزل على من قام بتحرر المرأة في زمن تزايدت فيه الظلم والفوضى عليها وذاعت الوأد
والبلوى في شأنها.

مسرحية «كتاب»

وهذه المسرحية تطالب المرأة حقية الأذان في محراب المسجد على حين تحظر الحكومة ندائها وأصواتها في الإعلانات الحكومية والإنذارات الرسمية كما رأيناه وشاهدنا في أوان الطوفان. ومن مقاصد الكتاب التي يرنو إليها مديره تشويه الإسلام، وتحريف تقاليدها الرائعة ومعالمها الهامة وتراثها القديم.

و«كتاب» يجد في تعويج القواعد الإسلامية الحكيمة والشريعة العادلة السليمة من قوانين الإرث وأنظمة اللباس. ومحور القصة ومركزها ازدراء المؤذن، وهو طويل القامة في محشر القيامة بجلالة عمله وعظم شأنه. ومن الأسف الباهظ، أنه قد أسهم في هذه الدسيسة النتنة رجل يسمى بأحد أسماء المسلمين بفكرات رئيسية يا ويلتاه ليته لم يكن هو هو.

والجدير بالذكر أن هذه المسرحية حاز بالدرجة الأولى من مقاطعة كاليكوت في منصة الفنون المدرسية، ولكن تعقيبا للاحتجاجات والدفاعات من جانب العقول الناضجة والفروع الدينية منعت من المسابقة على مستوى الولاية بآلبزا.

وما وقع بكلانكود من ذيوع السخرية والخذلان من جانب فتيات يافعات ثابرن في تصوير سيلفي مع الأخدان والأتراب في محفل النكاح والوليمة على فتية قاموا بمنع هذه العملية الذميمة من أواخر الأمثلة لتدمير المرأة أنوثتها وتضييع شخصيتها.

وحري بنا كالمسلمين الدعاة توعية أخواتنا وبناتنا وأزواجنا عن مساوي هذه الأنشطة السالبة وتشجيعهن لأن يكن متقدمات عقليا وفكريا دون التبرجات الجاهلية. ويسعدني أن أترك أمامكم رسالة من سيد الكونين «لا تصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها» وامتصاص الجرعات من كؤوسهم جدير وهذا جبر جميل للمشكلات الجميعة.