مفاهيم حضارية في الحديث النبوي الشريف

بقلم: د/ عبد السميع محمد الأنيس

لاحظت من خلال قراءتي للقرآن الكريم أن الله سبحانه اعتنى بتعليم نبيه أيما عناية، فهو يخاطبه بقوله:

)1-وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)[سورة: النساء 113

2-وفي سورة محمد خاطبه بقوله: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ)[سورة: محمد 19]

 3- ثم طلب منه أن يسأله الزيادة في العلم فقال: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)[سورة طه: 114]

وإذا أردت أن تشاهد أثر هذه العلوم التي أفاضها سبحانه على هذا النبي ﷺ فأدم قراءة حديثه الشريف، ففيه من الكنوز العظيمة ما لايخطر لك على بال.

ووفق الله تعالى بالكشف عن بعض المفاهيم الحضارية في هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلتها في نقاط، وهي:

1-‏من أبدع المصطلحات النبوية: مصطلح البدعة؛ فهو قد حفظ الدين من إحداث خلل فيه، ولم يخرج المبتدعين من دائرته اﻷوسع إلا إذا أتوا بمكفر…وهذا نموذج مهم من نماذج السماحة في هدي النبوة..

كما يلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الابتداع في الدين، وشجع على اﻹبداع في أمور الدنيا، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “أنتم أعلم بدنياكم”.

2- ‏ اﻹخبار عن نقض الحكم وموقف المسلم منه:

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لتنتقضن عرى الاسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا: الحكم وآخرهن: الصلاة”.

في هذا الحديث النبوي إخبار عن انتقاض الحكم مبكرا، كما يتضمن تحذيرا لما يمكن أن يصاحبه من مخالفة لأحكام الشرع في الحكم.

 وهذا اﻹخبار من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمَّتِه؛ فإنه أخبرهم عما سيقع من أمور عظيمة في مجال الحكم. ثم بين لهم في أحاديث أخرى الموقف الذي يجب اتخاذه إذا هم أدركوا ذلك.

فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية».

 وحديث عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم».

 قال: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم؟

 قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة».

وبهذا يتم التوفيق بين اﻷحاديث النبوية، وقد

قال الحافظ ابن حجر: ‏”المتعين على من يتكلم على الأحاديث أن يجمع طرقها ثم يجمع ألفاظ المتون إذا صحت الطرق ويشرحها على أنه حديث واحد؛ فإن الحديث أولى مافسر بالحديث”.

3- ‏إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: “لا تغضب” فردد مرارا، قال: “لا تغضب”.

 وقال: “إن الغضب من الشيطان…”.

وصدق من قال: ‏«إنك تخطو نحو الشيخوخة يوماً، مقابل كل دقيقة من الغضب!»

4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لا تكونوا إمعة..”.

فاﻷمعة ليس له موقف ثابت، يتلون حسب المواقف.

وصدق من قال: “‏شكرا لأصحاب الوجه الواحد.. والقلب الواحد.. والموقف الواحد”.

5-قال ابن رواحة في رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لو لم تكن فيه آياتٌ مبينةٌ

 لكان منظره يُنبيك بالخبَر.

وقلت: وصدق ابن رواحة؛ فإن السمت الحسن إشارة إلى صلاح الرجل، كما أن السمت السيء يشير إلى سوء حاله.

وعن السمت الحسن قال النبي صلى الله عليه وسلم: « السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة»

رواه الترمذي وحسنه

و‏في الحديث: “ثم يوضع له القبول في الأرض”.

وصدق من قال:

وجوه  عليها  للقبول  علامة

وليس على كل الوجوه قبول

6- ‏يعرف كثير من الناس تجديد البيت، والثياب، والسيارة، واﻷثاث…

ولكن بعضهم: لايعرف تجديد اﻹيمان، والفكر، واﻵراء!!

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الإيمان يخلُق (أي يَبْلى) كما يخلُق الثوب، فجددوا إيمانكم”.

وفي رواية: “إن الإيمان ليخلُق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم”.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟!

 قال: أكثروا من قول: لا إله إلا الله”.

7-‏ أهل العلم والكسب:

‏قال رسول الله ﷺ: “كان داود لا يأكل إلا من عمل يده”.

وقال ﷺ: “إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه”.

‏ما أجمل هذه اﻷحاديث في الكسب!

وما أجمل أن يأكل العالم من كسب يده، ولا يكون عبدا للوظيفة والراتب!

وكان عدد من علماء السلف على هذا، منهم: ابن سيرين، وأبو حنيفة، وابن المبارك، وسفيان الثوري. وأدركنا بعض المعاصرين على ذلك.

 ‏وقد كان الإمام أحمد يأمر بالسوق ويقول: “ما أحسن الاستغناء عن الناس”.

 ‏وكان إبراهيم بن أدهم إذا قيل له: كيف أنت؟ قال: “بخير ما لم يتحمل مؤنتي غيري”.

وقال أبو وائل: “درهم من تجارة أحب إلي من عشرة من عطاء”.

وقال رجل لابن عيينة: يكون الرجل زاهداً وعنده مئة دينار؟ قال: نعم، قال: وكيف ذلك؟ قال: لايغتم إن نقصت، ولايفرح إن زادت، ولايكره الموت لفراقها.

‏وكان ابن المبارك يأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى مكة فسئل عن ذلك فقال: “إنما أفعل ذا لأصون به وجهي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على طاعة ربي”.

8-من هو السعيد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم: “إن السعيد لمن جُنب الفتن”.

9- ‏قال رسول الله ﷺ: “إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغي أحدٌ على أحد”.

من العيوب الاجتماعية المنتشرة بكثرة في هذا العصر: داء الفخر: بالرأي، والثياب، والبيوت، واﻷثاث، والأولاد، والجنسية، والبلد. نسأل الله أن يخلصنا من الفضول.

10-عدم التطلع إلى المناصب اﻹدارية:

 ‏قال رسول الله ﷺ: “يا عبد الرحمن ابن سمرة لا تسأل الإمارة؛ فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها”.

 ‏من خصائص اﻹدارة النبوية أنها توجه إلى عدم التطلع إلى المناصب اﻹدارية والحرص عليها؛ ﻷنها مسؤولية وأمانة.

وقد رأينا المتشوف لها يفعل اﻷفاعيل لنيلها..

11-قال النبيﷺ عن الثوم: “من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا”.

لم يقل: لا تأكلوا الثوم وهو من المباحات، وإنما قال: لا تقربوا مسجدنا.

12-رعاية الموهوبين في الحديث النبوي:

قال النبي ﷺ لأبي المنذر أُبي بن كعب رضي الله عنه: “ليهنك العلم أبا المنذر”.

 “هذا الحديث أصلٌ في رعاية الموهوبين، وتشجيع النابغين؛ من الطلاب والثناء عليهم. وينبغي على الآباء والمعلمين تكريمهم بالجوائز القيمة”.

13-‏من أعظم الدساتير الاجتماعية والمفاهيم الحضارية في السنة النبوية:

 قول النبي ﷺ: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.

جميل أن تشكر من أكرمك

 أو قدم لك خدمة في حياتك.

وقد كان ‏من أخلاق الربانيين الكبار:

الدعاء لمن علمهم، والاعتراف بفضلهم…

وقد كان أبو يوسف القاضي يقول في دبر صلاته: “اللهم اغفر لي ولوالديّ ولأبي حنيفة”.

وكان يقول: سمعت السلف يقولون: “من لا يعرف الفضل لأستاذه لا يفلح”.

14- من المفاهيم الحضارية في الحديث النبوي: عدم التنقيب عن قلوب الناس، والبحث عن نواياهم: قال النبي ﷺ: “إني لم أُؤمَر أن أُنقّب عن قلوب الناس”.

15-مفاهيم اجتماعية جاء التحذير منها في الحديث النبوي الشريف: من هو أسوء الناس؟

قال النبيﷺ: “إن شر الناس منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره”.

فحذار أن تصنف في هذا النوع من الناس، وأنت لا تعلم…

واول تطبيق لذلك مع الوالدين، والزوجة والأولاد؛ لأن الناس عادة ينصرف ذهنهم إلى الغرباء من عموم الناس، وينسون اﻷقرباء.

16- ‏قاعدة مهمة في اﻹدارة:

 حذر النبي صلى الله عليه وسلم من بطانة السوء بقوله: “ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه. فالمعصوم من عصم الله تعالى”.

وفي رواية: “ما من والٍ إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، فمن وُقي شرها فقد وُقي، وهو من التي تغلب عليه منهما”.

وصدق من قال: “‏لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحول أصحاب الشلة إلى زملاء عمل”.

 هذه العبارة تلخص كل معاني الفساد الإداري.

  قال ابن حجر:

“البطانة: الدخلاء، جمع دخيل، وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، ويفضي إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته، ويعمل بمقتضاه”.

وقال المباركفوري: “إلا وله بطانتان: البطانة: الصاحب، وهو الذي يُعرّفه الرجل أسراره ثقة به، شبهه ببطانة الثوب”.

وقوله في الرواية الأخرى: بطانة تأمره بالمعروف: أي ما عرفه الشرع وحكم بحسنه،  وتنهاه عن المنكر: أي ما أنكره الشرع ونهى عن فعله.

وقوله “لا تألوه خبالا”: أي لا تقصر في إفساد أمره لعمل مصلحتهم، وهو اقتباس من قوله تعالى:(لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً)(آل عمران: 118).

17-استشراف المستقبل في الحديث النبوي:

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة…”.

هل نحن أمام تحضير عالمي لهذه الحرب، وقودها طوائف المسلمين؟. مجرد تساؤل!

18-‏ المحافظة على الحقوق:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لاقُدّست أمةٌ لايأخذ الضعيفُ فيها حقَه غير متعتع”.

ومعنى غير متعتع: أي: غير متردد.

19-حفظ المودة القديمة:

جاءت عجوزٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم  وهو عندي فقال لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: من أنتِ؟

قالت: أنا جثَّامةُ المُزنيَّةُ.

فقال: بل أنتِ حسَّانةُ المُزنيَّةُ كيف أنتُم؟

 كيف حالكم؟ كيف كنتُم بعدنا؟

قالت: بخيرٍ بأبي أنت وأمِّي يا رسولَ اللهِ.

 فلما خرجتُ قلتُ: يا رسولَ اللهِ تُقبِلْ على هذه العجوزِ هذا الإقبال!

فقال: إنها كانت تأتينا زمنَ خديجةَ وإنَّ حسنَ العهدِ من الإيمانِ”.

20- نصيحة نبوية مهمة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، والحذر من إذاعة اﻷخبار، وإشاعة المشاريع والخطط، ‏قال رسول الله ﷺ: “استعينوا على إنجْاحِ الحوائِجِ  بالكتمانِ؛ فإنَّ كلَّ ذي نعمةٍ محسودٌ”.

21-الحب في الله سبحانه، وليس بدافع المصالح:

‏عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ، إِلا كَانَ أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ”.

وقال النبي ﷺ: “أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله”.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “إن من الإيمان أن يحب الرجلُ الرجلَ ليس بينهما نسب قريب، ولا مال أعطاه إياه، ولا محبة إلا لله عز وجل”.

إنه منطق اﻹيمان الصادق..

22-ومن الجوانب الحضارية الغائبة:

سنة التزاور في الله سبحانه، بدافع اﻹيمان:

وقد جاء عن النبي ﷺ: “أن رجلاً زار أخاً له في قريةٍ فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية.

قال: هل لك من نعمة تَرُبُّها؟

 قال: لا، غير أني أحببته في الله.

 قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه”.

 -ومن ذلك: قول رسول الله ﷺ: “حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقَّت محبتي للمتباذلين فيَّ”.

-ومن ذلك قول النبي ﷺ: “إن في الجنة غرفا يرى ظواهرها من بواطنها وبواطنها من ظواهرها أعدها الله للمتحابين فيه، والمتزاورين فيه، والمتباذلين فيه”.

– ومن ذلك: ما جاء عن زر بن حبيش قال:أتينا صفوان بن عسال المرادي فقال: أزائرين؟ قلنا: نعم. فقال: قال رسول الله ﷺ: “من زرا أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع”.

ومن ذلك: قول النبي ﷺ: “مامن عبد أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماءأن طبت وطابت لك الجنة”.

23-فضل الغربة عن الوطن:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة”.

وهذا العطاء ربما يكون ‏تعويضا عن آلام الغربة،

وكربها.. فما أعظم هذا الحديث الشريف…!!

24- ‏الرياء أخطر من فتنة الدجال!

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“ألا أخبركم بأخوفني عليكم من الدجال، الشرك الخفي، يقوم الرجل يزين صلاته، لما يرى من نظر رجل إليه”.

25-مضاعفات اﻷعمال في أيام الصبر:

 اﻷعمال الصالحة في آخر الزمان تضاعف، كما أن اﻷعمال السيئة تضاعف، ولعل من أسباب ذلك وسائل التواصل اﻹجتماعي.

 ويستفاد ذلك -كما يبدو لي -إشارة من هذا الحديث النبوي:

عن أبي أمية الشعباني، قال: سألت أبا ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال: قلت: يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [(105) سورة المائدة] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألتُ عنها رسول الله ﷺ فقال: “ائتمروا بالمعروف وانتهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتم شحاً مطاعا، وهوىً متبعا، ودنياً مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام تدعى أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم”.

 زاد أبو داود في حديثه: قيل يا رسول الله: أجر خمسين رجلاً منا أو منهم؟ قال: “بل أجر خمسين رجلاً منكم”.

26- ‏قال رسول الله ﷺ:

 “وإنَّ البيتَ لَيُتْلَى فيه القرآنُ ؛ فيتراءَى لأهل السماءِ كما تتراءَى النجومُ لأهل الأرضِ”.

27-‏من اﻷحاديث العظيمة في الدفاع عن حقوق اﻹنسان المسلم:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: “مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَال”.

28- من اﻷمراض المزمنة: اهتمام الناس بالمظاهر، وإغفال صحة اﻷعمال، وسلامة القلوب:

قال رسول الله ﷺ: “إِنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إِلى صُوَرِكُم وأَموالِكُم، ولكِن يَنظُرُ إِلى قُلوبِكُم وأَعمالِكُم”.

29- من القواعد النبوية في علم الطب:

 إدخال السرور على المريض بالكلمة الطيبة له تأثير عجيب في شفائه:

واقرأ قول النبي صلى الله عليهوسلم :

«إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لايرد شيئًا وهو يطيب نفس المريض».

30-حديث نبوي عظيم في اﻹدارة والاقتصاد:

عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، قال: “لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

 وَعَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ. وَعَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

 أَوْ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ”.

هذا الحديث أصل عظيم في حفظ المال العام، وتحريم التعدّي عليه..

والمراد بهذه العقوبة التي ذكرت في هذا  الحديث: أن يَأْت اﻹنسان بما اختلسه من المال العام أيا كان موقعه، حَامِلًا لَهُ عَلَى رَقَبَتِه،ِ وهي فَضِيحَة عظيمة لهذا المختلس على رُؤُوس الْأَشْهَادِ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ الْعَظِيم!

“و‏الأحاديث النبوية في إصلاح الشأن العام كثيرة، وتتأكد الحاجة إلى جمعها وإبرازها وتعميمها وإدامة تردادها على أسماع الناس يوما بعد يوم”.

31-‏ درس نبوي في إخلاص النيات لطلاب العلوم الشرعية:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“من تعلم علما مما يُبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة”.

32-من هم أفضل الناس في هدي النبوة؟.

هذه أحاديث وصلتني كما هي، وقد قمت بترتيبها وتنسيقها، وراجعت تخريج أحاديثها، على الشكل اﻵتي:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

  “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

– وقال صلى الله عليه وسلم: “خياركم أحاسنكم أخلاقا”.

– وقال صلى الله عليهوسلمم: “خيركم أحسنكم قضاء”. أي: عند رد القرض.

 – وقال صلى الله عليه وسلم: “خيركم من يُرجى خيره، ويُؤمٓن شره”.

– وقال صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله”.

-وقال صلى الله عليه وسلم: “خيركم من أطعم الطعام، وردَّ السلام”.

– وقال صلى الله عليه وسلم: “خياركم ألينُكم مناكب في الصلاة”.

-وقال صلى الله عليه وسلم: “خير الناس من طال عمره وحسن عمله”.

– وقال صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس”.

– وقال صلى الله عليه وسلم: “خير الأصحاب عند الله خيركم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيركم لجاره”.

-وقال صلى الله عليه وسلم: “خير النَّاس ذو القلب المَخْمُوم واللِّسان الصَّادق”.

 قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: “هو النقي، التقي، لا إثم عليه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد”.

33-‏قال رسول الله ﷺ: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.

كلمة نبوية جمعت الورع كله، والراحة كلها.

ومن تتبع ما لا يعنيه فوت على نفسه كثيرا مما يعنيه.

34-‏كلمة نبوية فيها سر السعادة في الحياة:

قال رسـول الله ﷺ: “أَحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأَحبُّ الأعمـال إلـى الله سـرور تُدخله على مسلم”.

 وصدق من قال:

“الأشخاص الذين يساعدون الآخرين باستمرار أكثر سعادةً من غيرهم، وأقل عُرضة للاكتئاب عند تقدمهم بالسن”.

35-من كنوز السنة النبوية:

“واعظ الله في قلب كل مؤمن”.

الملائكة تتحدث إلى قلبك وتناديك!

فهل استمعت إلى النداء؟

36-سورة من القرآن تدافع عن صاحبها!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي: تبارك”.

37- قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ؛ فَلْيُكْثِرْ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ”.

قال المنَّاوي: “المراد بالدُّعاء في الرخاء؛ كما قال الإمام الحليمي: دعاء الثَّناء والشُّكر، والاعتراف بالمنَنِ، وسؤال التَّوفيق والمعونة والتَّأييد، والاستغفار لعوارض التَّقصير.

فإنَّ العبد -وإن جَهِد- لم يوفِّ ما عليه من حقوق الله بتمامها، ومَن غَفلَ عن ذلك ولم يلاحظه في زمن صحَّته وفراغه وأمْنه؛ كان صدق عليه قوله تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).

38-‏هذه هي حرمة الدم، وقيمة الحياة في اﻹسلام:

قال ﷺ: “لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبّهم الله في النار”.

‏39- صلاة الوتر زيادة في التكريم:

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه خطب الناس يوم الجمعة فقال: إن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله زادكم صلاة وهي الوتر فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر».

إن الله سبحانه قد تفضل علينا بهذه الصلاة، فهي زيادة تشريف، لا زيادة تكليف.

 وبها تمت القسمة بين عدد الصلوات في الليل، والنهار.

ولهذا كان اﻷفضل ختم الصلاة بها لا سيما بعد صلاة التهجد.

40-فضلت هذه اﻷمة بصلاة العشاء:

عن مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، يَقُولُ: أَبْقَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْعَتَمَةِ فَأَخَّرَ حَتَّى ظَنَّ الظَّانُّ أَنَّهُ لَيْسَ بِخَارِجٍ وَالْقَائِلُ مِنَّا يَقُولُ: صَلَّى، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ حَتَّى خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا، فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ، وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ».

41- التحذير من مغالاة المهور:

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أَعظم النساء بركة أَيسرهن مؤنة”.

 ومن نفس الطريق في مسند الشهاب بلفظ: “أعظم النساء بركة أقلهن مؤنة”.

وقد صح عن عمر  رضي الله عنه  أنه قال:

 “إِيَّاكُمْ وَالْمُغَالاَةِ فِى مُهُورِ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ أَوْ مَكْرُمَةً عِنْدَ النَّاسِ لَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْلاَكُمْ بِهَا.

 مَا نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلاَ أَنْكَحَ وَاحِدَةً مِنْ بَنَاتِهِ بِأَكْثَرِ مِنِ اثْنَىْ عَشَرَةَ أُوقِيَّةً وَهِىَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ وَثَمَانُونَ دِرْهَمًا.

وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُغَالِى بِمَهْرِ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَبْقَى عَدَاوَةً فِى نَفْسِهِ فَيَقُولُ: لَقَدْ كُلِّفْتُ لَكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ “.

42- متى تتذوق المرأة حلاوة الإيمان؟

من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة أنه أراد لها الرقي مراتب اﻹيمان حتى تتذوق حلاوته، ومن توجيهاته الشريفة في ذلك ما جاء عنه أنه ﷺ قال:  “ولا تجد المرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها”.

 ولعل سبب ذلك كما أفاد أحد اﻷخوة: “أنها لما أرضت زوجها، وأذاقته حلاوة الحياة بطاعتها له. كافأها الله سبحانه من جنس عملها فأذاقها حلاوة الإيمان”.