المقارنة بين بيبل والقرآن: قراءة ما وراء الحجاب

الأفكار الإنسانية  تتحدد أحيانا في بعض من المعلومات الكونية الأرضية الكروية وبعضها لا تنحصر في شيئ حتى يمتد إلى مدى رمال الصحراء. وهذه المقالة تبحث عن غوامض الأفكار التي تدور حول نظرية وجود الإنسان، إضافة إلى الأفكار المادية والآيات القراَنية والدلائل الخبرية، وقد تسرب إلى مكامن الذاكرة الإنسانية كثير من التوهمات والخيالات التي لا تعدل شيئا بإلىقينات القراَنية. وأصحابها يمتد عددهم من الغريبين والفرنسيين حتى أنهم اقتدوا في مجالها الحقائق ولفتوها من طريقها الأصلي فجعلوا القردة آباء للعنصر البشري ولقبوها ب”نظرية النشأة الإنسانية”. ومن أشهرهم جالس داروين الذي قام بتأسيس هذه النظرية أول مرة في كتابه المشهور (On the origin of species (1857)

هو أول كتاب يحلل عن غوامض الشؤون الدائرة حول وجودية الإنسان من بدايتها إلى النهاية. وهذا البحث يشتمل علي ثلاث مجالات. العلم الحديث, بيبل والقرآن.

العلم الحديث     

وقد أدرج العلم الحديث كثيرًا من الشائبات تحت هذه النظرية وتضمنها الغربيون والشرقيون وجعل اصحابها القردة أبائنا التي تحولت تدريجًا إلى صورة الإنسان من مدة محصورة. فتحولت صورة الحيوان إلى صورة إنسان له عقل وتمييز. فتولدت من هذه النظرية أبحاث كثيرة لا تحصي ولا تعد. منها ما يتعلق بحالة العالم وما فيها قبل حدوثها وما هي من معاني الإنسان باستخدام الاَلات والأحجار للقضاء إلىومية. ولكن هذه النظرية التفت لما هو الواقع الثابت بالكتاب والسنة من خلق الإنسان بالماء وخالفت أيضا لما هو في الكتب الدينية من بيبل وكركيتم وغيرها.

وفي نشأة هذا العالم إاعتباران مشهوران بين العلماء العباقر، الأول: أن الوقت وقع بنفسه مع وجود العالم ولم يبقه شيئ عليه، ومن أشهر أصحاب هذا الاعتبار العالم المشهور ستيون وليم حوكنغ(Stephen w. Hawking)- مصنف الكتاب المشهور”تاريخ الوقت الملخص”(    brief history of time)وسموا هذه النظرية باسم نظرية بغ بانع(  big bang)

بيبل

هو أول كتاب يبحث فيه عن وجود الإنسان ونشأته التدربجية. واعتقد أصحابه أن الإنسان ولد من ماهية الرب. وأفردوا الدلائل لهذه النظرية بصدد النظريات الحديثية. ولكن شتان ما بينهما في الفكر المادي. ونورد ههنا ما ورد في بيبل عن خلق العالم والإنسانية في سبعة أيام.

أولا خلق الإله الأرض والسماء. فبقيت الأرض خالية ومندمجة بالظلمة،ثم أمره بالسوء. فخلق، ثم فرق بين الضوء والظلمة وسمي الضوء بإلىوم والظلمة بالليلة. إلىوم الأول(5-1:3)

أمر الإله بالفراش فوق الماءين. وفرق بين الماءين- فوق الفراش وتحته- وسمي الفراش بالسماء فغربت الشمس. اليوم الثاني. (8-1:6)

أمر الإله الماء بالتناحي إلى جانب فأمر دعوني أري ما بقي منها. وسمي إليابس منها بالأرض والباقي بالبحر. وأمر أيضًا بالنباتات والفواكه من الأرض والأشجار المثمرة والأثمار الثنيئة من البحر، فوقعت وغربت الشمس. إلىوم الثالث.(13-1:9)

أمر الإله بالضوء في السماء للتفريق بين اليوم والليلة وجعله لإشراق الأرض وقرن لليوم جسما أكبر مضيئا ولالليلة أصغر منه  وسمي الأول بالشمس والثاني بالقمر. واثبتهما في السماء للإشراق. إلىوم الرابع. (19-1:14)

أمر الإله بالحيوانات في البحر أو الطيور في السماء مستغرقة. وخلق السماء العظام كلها وخلق الحوت والسماك في البحار. إلىوم الخامس. (23-1:20)

أمر الإله بنبع الدواب والحيوانات الوحشية من الأرض. فخلقها وراَها حسنا ثم أمر بخلق الإنسان في صورته وأمر أن يسلط من الحيوانات والطيور والدواب وما إلىها. وخلق الإنسان أزواجا من الذكر والأنثي. ثم أنعمهم ورقبهم. إلىوم السادس((1:3-هكذا خلق المسيح هذه الأرض والسموات وما فيها من الحيوانات والدواب. فلما تم خلق هذه الأمور فرغ الإله في إلىوم السابع. ولذا فضل السابع من الأيام الأُخري. وما يقال من أن هذا العالم جله صار محلا لطوفان عظيم حتى صار كأن لم يغن بالأمس غلط فاحش لا دليل له. بل الحق أنه قد وقع طوفان في العالم ولكن غلبه بعض من الناس اللذين ركبوا سفينة  نوح عليه السلام.

“فلما خلق الإله “القدس” الأرض والسماوات لم يبق في العالم شيء من الحقل والتراب. ولم ينبت نبات ولم تمطر قطرة من السماء. ثم إرتقعت البردة من الأرض وابتل التراب منها فجعل منها الإنس ثم نفع في أنفه الروح ثم صار الإنس حيا2:4-7)

ثم قال الإله “القدس”:

“لا خير في وحدانية الإنسان ووحشته في الارض, وعزم علي خلق انيس له. فوضع القدس كل ما خلق أمام الإنسان فسماه بأسماء مخصوصة وعينها لكل فرد منها برأسه. فلما فرغ الإنسان من التسمية ولم يوجد أنيسا له في الأرض فجلب القدس عليه الرقد وخلق من صلبه أنيسا له(2:18-23)

متي جاء الإنسان؟

وقد تخالطت في أفكار الإنسانية مشاكل شتي عن تاريخ وجود الإنسان في هذه الأرض. الآن نحن نقارن بين الدلائل القرآنية وبيبل في خلق الإنسان ونسله في شتي أنحاء العالم.

القرآن يؤكد بأن آدم هو أول رجل من الإنسان خلقه الله من التراب وجعل له شكلا مستقيمًا وسلط عليه كل ما هو في الكون. وخلق أيضا إمرأته الحواء من صلبه عند نومه. ولكن الكتاب “بيبل” يبين عن خلق الإنسان في طريقين:

 الأول هو يبين عن تسلسل الإنسان الأول

والثاني يبين عدد النسل بين آدم (ع) والقدس

ومن الجدير بالذكر أن تاريخ وجود الإنسان يحصي من 5746عاما (1985).  ولكن هذا يحصي أعتبارا بلائحة إلىهود(Jewish Calendar). وهذا الإستقراء مخالف للحقيقة رأسا.

فبالجملة, أن هذه الدراسة بالمقارنة بين القرآن وبيبل توضح التعارض والتناقش في مفهومية وجودية الإنسان والعالم وما فيها إعتبارا بالدلائل القرآنية والخبرية. فالحقائق القرآنية تقرض المفاهيم الدينية المتعلقة ب “بيبل” وأقسامها الكتابية.  وقد أدرج الغربيون كثيرا من الشائبات تحت عنوان وجودية الإنسانية حتى صاروا آباء في هذا العلم وشيدوا لمفاهيم شتي مما ليس له أي لب ولا بال ولفتوا الحقائق القرآنية الغضة عن طريقها المحضة. وبيبل يؤكد أن أول ما صنع في هذا العالم هو الإلاه القدس لا غير من آدم وحواء.

  • بقلم الحافظ محمد فائز