صلاح الدين أيوبي: الأدب الإسلامي يحتاج إلى منعطف يمس روح الإسلام

حوار أجراه عبد الجليل أيايا وأمير الدين مع الروائي المليامي الشيخ صلاح الدين الأيوبي

“آبقين على متن الدنيا” هي رواية تمتاز بحسن نمطها  ولمستها الإسلامية الغضة، وتحتل مكانة بارزة خلال  الروايات المؤلفة في اللغة المليبارية .

زرنا مؤلفها الشيخ صلاح الدين أيوبي في بيته ورحبنا ببسمة حانية. وتحلقنا معه متحدثين  عن روايته التي أحدثت معالما أدبية من جديد وعن أحوال المسلمين المشردين في أنحاء العالم .

شخصيته وتعليمه

بداية،  شرع في الحديث عن نفسه ومسيره في العلم والأدب ” فقال تعلمت في مدرسة لتذكار قادر ملا بفرنتلمنا، وكانت مدرسة تنتمي  لأسرتنا، وقادر ملا كان رجلا صوفيا، وكان أجداده مدرسين في حلقات الدرس في المساجد بمناطق منفرم وتشماد وكندوتي. وجاء بعضهم إلى بلدتنا وأسسو فيها مدرسة إبتدائية وجعلها قادر ملا مدرسة مثالية بإعانة السيد عبد الغفور شاه وكان ضابط التعليم والتربية لحكومة البريطانيا، ثم بعدما قبض قادر ملا جعلت المدرسة لتذكاره. ونحن من قبيله. ثم تعلمت في المدرسة الحكومية في فرنتلمنا، ثم تعلمت في مدرسة دار العلوم الثانوية إلى نهاية الدرجة العاشرة، ثم دخلت الجامعة الإسلامية بتشانتبرم. ثم إني دخلت كالكوت لأمارس علم الصحافة تحت صحيفة “ماديمم” ولكن تركتها وتعلمت الصحافة تحت نادي الصحافة، وتعلمت الفنون الجميلة في الصحافة وباقي مناطق الصحافة. ونلت ماجيستر في العلم الإجتماعي. والآن أعمل عميدا في مدرسة، وأعمل في مجال التحرير بجميع أنواعه سوى تحرير الأخبار. وحديثا ألاحظ في تحرير الكتب، ولي مكتبة بويناد أحرر منها كتبا مترجمة من العربية والإنجليزية وغيرها.”

تجربته وخبرته في الرواية المليالمية

ثم صرفنا الكلام إلى مهنة كتابته فسألناه ألم يؤلف رواية سوى آبقين على متن الدنيا، ومحفل الجراحات فأتحفنا بإجابة أنه في ورشة روايات ثلاث، وكل واحدة منها تمت لسبعين في المائة من عملها. وسبب عدم إتمامها أنها مثل هذه (آبقين على متن الدنيا) تتغير العلوم عنها على ممر الأيام، لذا يرجى تتميمها حيث تثبت العلوم عنها. منها رواية تمت لتسعين في المائة من تأليفها، هي رواية عن “إتشا عبد القادر مستان” ، رواية فيها ملامح السيرة والآراء. نصفها خيال ونصفها حقيقي مثل هذه (آبقين على متن الدنيا). قد ألفت رواية قصيرة باسم “إتشا” ولكني لم أقم بنشرها.

تداعيات الرواية

ورواية أخرى رواية علمية، قد تمت لستين في المائة من تأليفها، وأما .هذا العصر الذي نتحدث عنه لقد انتشر فيه الإلحاد وإنكار الخالق، حتى في ولايتنا الصغيرة كيرالا، تبدو آثار الزندقة واضحة، بدأت مستهزئا  باسم “دنكويسم” ثم تحولت إلى حقيقة علنية، وهناك كثير من الناس يتحلون بهذه الخصال في أوربا وفي بعض مناطق أفريقا خاصة بعدما  احتلت الاستشراقية، وكذلك لها قبضة عليا  في  ألمانيا بعد الحركة النازية… وكذلك في فنلندا وفي نرويجيا  وأشقائها من المناطق القطبية، وهم يحتاجون إلى موضوعات لتطرح في الطاولة فيتحدثون ويناشقون عن الإله ووجوده وعن الأديان ونشأتها وعن الرسل ثم ينفون وجودهم…

 

بجدة  هذه الروايات
وبعض هذه الروايات تبث معالم الحقيقة الجلية… ( وشرع في بيانها)  بأنه كان هناك رجل اسمه يحيى في منطقة “ولانجيري” يعمل في الخليج، ذات يوم تصادف أمرا عجيبا أنه رأى رجلا يغيب قبل وجهه حين ينظر…. فألمت به الحيرة، وكان موظفا  في شركة بترول، فسأل عن هذا الأمر لمهندس كيميائي في شركته فأجاب ممازحا أنه إذا فات الإنسان مركبه الكيميائي ينفصل تركيبه إلى أن يفني ولا يرى… وكان عاميا لم يعلم تركيب الكيمياء…. وجدت شيئا عن حياته… ساعدني في ذلك صديق لي من “تشنا” اسمه ياسر فقال لي ألا تستطيع أن تعد رواية بصدد ما رأى أخوك يحيى من غيوب الرجل؟ ولي فكر عنها.فياسر هو الذي أعطاني خيط تلك القصة.

وقصتها، أن عالما أنثروبولوجيا يختبر اختبارات كثيرة  ويجرب بأنه هل يستطيع الإنسان أن يفعل شيئا مخالفا لتركيبه الحقيقي… والحقيقة أنه لا يستطيع ذلك. مثلا إمكانية الإنسان أن يبني سفينة ولكن لها نموذج مماثل في الدنيا كما في الحوت،  ويستطيع أن يبنى طيارة ولكن هنالك نموذج لها كما الطير ، وقد بنى الإنسان مراحيض أوربية ولكنها صنعت كما  يجلس الإنسان عند قضاء الحاجة، فهذا العالم اختبر كثيرا ليكسر تركيب الإنسان باستعمال خصوصياته البيولجية والحضارية، ولكنه لم ينجح في اختباراته فذهب إلى مفازة فدعا الإله: افرغ عني لبعض دقائق، وهنا  لي اختبارات أرجو تفعيلها… وباقي القصة يمضي في الخيال.

فعندما قال هذا المقولة هبت ريح فارتفع من الأرض، فعلم أن قوة الجاذبية قد فاتت، وعلم أن الإله قد فرغ منه… أنه ظن بأنه لو فاتت قوة الجاذبية يتمكن له المستحيل … وعلم أن هناك قوة  خالدة…    ولكنه غلط في ظنه… وأنه سلخ جلده وسرب دمه وفصل  ما كان له من تركيب كيميائي حتى علم أنه ليس موجودا… ولكنه موجود… فعلم وجود الروح التي كان يجحدها… إن هذه الروح غير المرئية وهي التي ملأها الله عيانا في الدنيا… فدعا ربه متواضعا   ليرده إلى ما كان قبل هذا الاختيار.  فدور يحيى في هذه القصة يبدو بأنه رأى رجلا يغيب… ولكنه يعيد إلى ما كان عليه من  قبل…

ثم أضفت إليه رجلا حيا اسمه بشير الدين بتاجاريا… هو الذي يأتي ب”ألن” بطل القصة إلى الهند… إن شاء الله سينشر الرواية قريبا…

وعندما حدقنا  الكلام نحو بواعث هذه الرواية” آبقين على متن الدنيا” يشير صلاح الدين إلى زمنه الماضي حيث كان مساعد المحرر لمجلة الأطفال الملليامية “ملروادي”، إذ قال له المحرر عن قلة كتب القصص الجذابة للطلاب وانتهضت من حيث إني روائي، حتى أكتب مثلها ولكني طردت من تلك الكوكبة الصحافية .

تأثيرات النكبة الإسلامية في تنوير الرواية

ثم الحادثة المهمة والواقعة الماسة المكتوبة في أوراق التاريخ هو ما بعد هجمات مصطفى كمال أتاترك وتغييراته الشرسة في متن التركيا، وما بعد احتفال الثورة الشيوعية، وما بعد التحريك الشبابي التركي ، ولكن أسباب هذه الواقعات  سجلت  في صفحات التاريخ بشكل غير كامل. فناولت الكتب التاريخية وفتشت فيها غير أني لم أجد ما يصفي لي  إلا ما في  تاريخ عدنان عديسار THE HISTORY OF TURCK . وأما  الكتب التاريخية الإنجليزية والمليالمية أجد فيها فوجات عميقة في التاريخ وصناعته.. وهذه البقعة التي تمر عليها قصص هذه الرواية قد اشتهرت باسم فلق الشهيد. وكتبت القصة بهذه الرقعة. واشتمل فيها فلق الشهداء والشهداء.. ولكن كتبت هذه القصة بإضافة كثير من مقاطع الرواية الأخرى . ولكن الأمر الآخر الذي لفت نظري  بأن السيد عبد الرحمن الأزهري أخبرني عن كثير من واقعات سوريا ومصر وسودان المبكية المدهشة مع تنبيه أن لا يعلن اسمه إلا بعد وفاته. وكان يشتاق إلى  السفر والسير كثيرا.  ومن هنا أخبرني السيد الأزهري عن الحواجث التي أتيت بها  في صميم القصة. ومنها قصة طفل في جامعة أم القرى  في عهد سلطان فهد حينما هتك مكتب أم القرى ودمر كتبه. وبعدما تم  تجديد بناءه  أقبل  طفل من  بين العلماء إلى الأمام-غير أني لم أعرف إلا إسمه والقصة حقيقية أخبرنيها السيد عبد الرحمن الأزهري.

يتبع