بقلم:عبد الشكور بن محمد الذهبي
ألا يا زماني شبت فالموت عاجل وأهلك في درب الضياع مغلّل
أتحكي حياة قد مضت منك هانئا فسوف تراني من دموعي أململ
أيا أرض زمّل بالثرى فوق فلذتي وخلّ فقيدي راقدا لا تبلبلينام رزينا فى حضانة أمه وأحفاده تهدي سلاما تهلل
فلا توقظوا دع راقدا لاستراحة لما كلّ عونا للأناس مراحل
أيا قبر شيخي كيف واريت عزنا ألست سعيدا أنت بالحرز تكفل
وأغمضت عيني حين شاهدت مرة وبثي وحزني زاد عينيّ تهمل
وكم من وجوده البؤس لوّنت بسمة وكم من قروح بالمساح تبلّل
تحنث رغم الهرم فى حلّ حزنهم وفي زاده ورد وذكر يرتّل
فلا تسألن: من أي أرض بلادكم؟ جحافل تترى ثم يأتي محافل
وأنفق مالا خالصا جل ماله لخدمة دين فيك أحد يماثله؟
وأحييت جيلا من سبيل الهداية بمعهد تروي كل علم تهطّل
وجدرانها تبكي شجونا ليتمها بما جال عنى الحزن والبؤس ينهل
أيا شيخنا! لأن أوصدت بابنا أجبت نداء الله فيه تؤمل
مدادي دموعي كيف أجري بوصفه على الغصن شجنا للفقراء بلابل
أيسكت مولود إذا مات والده وهل يسكت الزرقاء والرعد صلصل؟
ترعرعت في حجر أيا حبذا له بما لم أنل إلا خيارا يقبّل
ومذ غاب مني ما بدت لي مسرة سوى الوعك دمعي فوق خدي يسلسل
فذي أمة حيرى يفقد حليفهم وثلمة هيا بالدعاء نكمل
وشيخي مطلّ من صوامع جنة رقيبا علينا ثم يوفي أوامل
فذا كل باب قد ينادي لشيخنا أيا مرحبا قدم خلودا فتدخل
ويا رب قبّل ثم رحّب ولاءه وهيّأ مكانا فى علاك المسبل