أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي استشارات مع حلفائه، تحضيراً لولايته الثانية بعد فوزه الساحق في الانتخابات التشريعية، والذي قضى مجددا على آمال عائلة غاندي في العودة إلى الحكم.
وحصل حزب مودي «بهاراتيا جاناتا» الهندوسي القومي على 303 مقاعد في مجلس النواب الذي يضمّ 542 مقعداً، مخالفاً التوقعات بتحقيقه غالبية أكبر من تلك التي حصل عليها قبل خمس سنوات، أما حزب المعارضة الأساسي المؤتمر، والذي حكم الهند معظم سنوات ما بعد استقلالها، فقد حصد 52 مقعداً، متقدماً عن أدنى مستوى له حققه قبل خمس سنوات حين نال 44 مقعداً فقط.
لكن هذه النتيجة تشكّل انتكاسة للحزب، فقد أخفق رئيسه راهول غاندي في الحفاظ على مقعد في أميتهي، المعقل التاريخي لعائلة غاندي، لكنه فاز بمقعد عن ولاية كيرالا الجنوبية من خلال تعديل تسمح به القوانين الانتخابية في الهند.
وانتشرت الخميس مشاهد البهجة في مكاتب حزب «بهاراتيا جاناتا» في كافة أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة، وكذلك في مركز الحزب، حيث رمت الحشود المسرورة الزهور على مودي.
واعتبر أحد مؤيديه سانتوش جوشي أن «مودي سيجعل الهند عظيمة مجددا، انه أقوى رئيس وزراء عرفته البلاد وستعرفه، علينا أن ندعم سياساته لنصل إلى الازدهار».
والممرات المائية في الهند ملوثة. كذلك، تضم البلاد 22 مدينة بين الثلاثين الأكثر تلوثاً في العالم، ما تسبب بوفاة 1,24 مليون شخصاً عام 2017، بحسب دراسة لصحيفة «لانست بلانتيري هيلث»، وتظاهر اليوم نحو 100 شخص في دلهي، ضمن نشاط مرتبط باليوم العالمي للمناخ، مطالبين مودي بأن يقوم بالمزيد من أجل البيئة، وقالت إيشيكا غويال (16 عاماً): «نحن هنا للدفاع عن حقنا بتنفس هواء نظيف».
أما حزب المؤتمر، فيحاول التقاط أنفاسه بعد خسارته الانتخابية، خصوصاً أنه أخفق في الفوز بأي مقعد في 13 ولاية و5 أقليم اتحادية، بينها ولاية راجاستان التي فاز العام الماضي بانتخاباتها المحلية، لكن هذه المرة، فاز «بهاراتيا جاناتا» بالمقاعد الـ25 كافة في الولاية.
ولم ينجح حزب المؤتمر بالفوز إلا بدائرة انتخابية واحدة في ولاية أوتار براديش. وهذه الولاية تضمّ أكبر عدد سكان في الهند مع 200 مليون نسمة، وحقق فيها «بهاراتيا جاناتا» 64 مقعداً من أصل 80، وحتى في غرب البنغال التي تقودها ماماتا بانرجي المعارضة لمودي، تمكن «بهاراتيا جاناتا» من رفع عدد مقاعده من مقعدين فقط إلى 18 مقعداً.