رُجّي الجميعَ كَفَانا منهمُ عَـبَثا
ولْتَذْكري في رُبَا التّاريخِ ما حَدَثا
رُجّي الجميعَ فكَمْ في النّاس من زَبَدٍ
يا فتنةً؛ ليَمِيزَ اللهُ مَن خَـبُثا
ولْتكْشِفى عَنْ وُجُوهِ الزّيفِ أقْنعةً
حـتّى تَرَى العينُ مَن وفّى ومَن حَنـثا
يا رُبَّ مَن قالَ إنّ الصدقَ يمْلؤُني
لكنّهُ حينَ ألْـفَى الجدَّ ما لبِـثا
أنْ حادَ عَن وجههِ مُسْتشرفًا عَرَضًا
بل إنّهُ وأمامَ المُغْـرياتِ جَـثا
لطفًا إلهِي، فبعضُ النّاسِ قد وَرِثوا
جهْلًا، ويا بؤسَ مَن للجهلِ قدْ وَرِثا
يظلّ ينفثُ فيـنا حِقْدَه كَرِهًا
وكلَّ تُرْبٍ على رأْس الكرامِ حَـثا
فَعَنْ محاسِنِهمْ قد غضَّ أعْيُـنَهُ
وعن مثالِبهمْ بالكِذْبِ قدْ بَحـثا
هذي طبائعُ أهل الشّرّ لا تَهِنوا
فعادةُ الجُهَلا أنْ يقْصدُوا الرّوثا!
إنّ الكريمَ لطِيبِ الخَلق ملْتمسٌ
أمّا اللئيمُ فَدَومًا يطْـلبُ الخَــبَـثا!
الشاعر الحادي
العربي السيد عمران