بقلم صبغة الله الهدوي، قصيدة من الخواطر الأزهرية التي عاشها في جامع الأزهر الشريف الذي انتهل من أروقته آلاف من العلماء العباقر، يرسم في هذه القصيدة الشاعر الشاب تلك الذكريات الجميلة التي ملأها الحنين والوطان أيام غربه في أم الدنيا.
مضى شهران يا أمي
على الولد الذي ازهر
على الولد الذي أضحى
غلاما يافعا أخضر
على الولد الذي أمست
جواه تحن للسكر
على الولد الذي لولاك
يا أمي لما أنور
مضى شهران يا أمي
على الولد الذي فجر
على الولد الذي على
لواء الصوت كالعسكر
على الولد الذي ربت
يداك صباه بالعنبر
لقد حنت جوانححه
إليك اليوم يا جوهر
تراوده تغاريد
من الآكام والأنهر
تكلله تسابيح
كمن صلى كمن كبر
خطاه اليوم يا أمي
تشق مسافة الأشهر
كمن طوت كرامته
مسير الجو إذ سافر
ركوب الباص يا أمي
صباحا حيثما سير
جنيهات سأجمعها
أشوف النيل والأحمر
هنا هرم هنا حرم
هنا أصل فلا أبتر
هنا النيل الذي روى
فؤادي بل هنا أقصر
هنا أمي من الشبرا
و ما يحلو وما يؤثر
هنا العيش الذي لولاه
لا مصر ولا أقصر
مضى شهران يا أمي
على الولد الذي أبحر
على الولد الذي أضحى
يحب الفول والزعتر
هنا أمي من الأقلام
ما تجري كما الأنهر
هنا أمي من الأعلام
علما صار كالكوثر
عجيب شأنهم أمي
أنا وحدي كمن أفقر
كمن جفت منابعه
فلا قلبي هنا شمر
هنا كل أساتذتي
هنا البحاث والدكتور
هنا تروي خيالاتي
حسن هيتو الذي أزهر
هنا ثمت رجالات
تحب العلم والأسطر
هنا موسى هنا خضر
ولا كسرى ولا قيصر
هنا الشوقي الذي غنى
نشيد العز والأفخر
هنا في ساحة الأزهر
سكون لف من أعسر
هنا الدنيا التي فيها
مئات أبيض أسمر
صباح الفول يا أمي
حنونا كنت كالأزهر