بقلم روح الأمين شيخ
اليوم، الليل مظلم جدا أليس كذلك يا أمي!؟ سأل الطفل اسمه مانيك، فأجابته أمه راشدة “نعم” يا بني فسأل مانيك أيضا ألن أجد الكهرباء في بيتنا كما في بيوت الأغنياء؟ يا أمي! أريد أن آكل تفاحا ، اليوم كان سليم يأكل تفاحا وطلبته جزء منه ولكنه لم يعطني بل ضربني وألا تعطنينني ذلك يا أمي!؟ راشدة كانت حزينة لأسئلة ولدها وهي ساكتة فسأل مانيك أمه عن أبيه وقال لها يا أمي أين أبي؟ اذهب إلى أبي وإنه يشتري لى ما أحبه لأن أبا سليم يشتري ما يطلبه منه وأين ذهب أبي يا أمي!؟ الآن شرعت راشدة تبكي بصوت عال ويعزي ولدها بأنها تعطيه ما يطلبه في وقت مناسب وقالت عن أبيه إنه سوف يجئ إليه واسم زوجه بابلو الذي تركها وولدها الي مدينة دومكول في طلب الرزق قبل سنتين ولم يرجع الي بيته وكان اتصل مع اهله حتى سنة أولى ولكنه قطع كل تواصل معهما بعد سنة لأنه تزوج بأمرأة تعمل معه في نفس المصنع واسمها ريحانة كانت جميلة ولجمالها نسي بابلو اهله وبعد زواجه مع ريحانة لم يتصل مع راشدة وولده ولم يبال عنهما فتعيش راشدة مع ولدها بفقر ومشقة فصارت مجبورة أن تعمل في بيت الأغنياء وكانت خادمة وتكسب ألفين روبية في كل شهر كماهينيتها وكانت مؤمنة تقية وكانت تحلم بأن ولده يتعلم ويكبر وينال وظيفة حكومية ويزيل كل حزن منها وتدعو الى الله في صلاتها لولدها لكي يعطي ولدها ذكاء شديدا في تعليمه وسعادة وأموالا في حياته ويجعله غنيا.
فكبر ولدها وعمره الخامس ويذهب إلى المدرسة الدينية صباحا وأصبح حافظ القرآن الكريم في سنة فتلقى علوم النحو والصرف والبلاغة فتعمق في اللغة العربية وبالجانب الآخر، يذهب الى المدرسة الحكومية بعد رجوعه من المدرسة الدينية وكان يكون أولا في كل صف وهكذا مضى ثلاثة وعشرون عاما من حياته وفي هذه المدة نال شهادتي البكالوريوس والماجستير في العربية وعين أستاذا في الكلية ولم يرجع بابلو اليهما ولم تتصل قط بل هو مشغول لزوجته الجميلة ولكن بدل تقديره وبدأت ريحانة تكره زوجها بابلو لأنها تحب رجلا آخر ويوما تركته وتزوجت بمحبها فصار بابلو حزينا شديدا لذنبه وذكر زوجته الأولى وولده العزيز مانيك وفكر فيما ظلم عليهما وجعل يبكي لذنوبه العظيمة بصوت عال وولده العزيز مانيك كبر وعمره الآن الخامس والعشرون وتزوج ببنت رجل غني ويعيش مع أمه وزوجته بسعادة. ذهب الليل وبدا الصباح وضرب رجل باب مانيك ففتح مانيك بابه ونظر الى رجل حزين الوجه مريض الجسم وقال في نفسه إنه مسكين وسأله من أنت وماذا تريد مني يا أيها الرجل!؟ والرجل ساكت فسأل مانيك مرة أخرى من أنت أيها الرجل! وماذا تريد مني؟ لماذا لا تقول لي من انت؟ فأجاب الرجل الحزين ” أنا أبوك بابلو”.