عيوني

محمد طفيل

عيوني في سماوات الخيال
تُحلِّق من نوافذِ دارِ بالي

تجوب الأرض في فجر نديٍّ
وتأتيني بأفكار الجمال

وتحملني إلى أُفْق بديع
قوافيه وأبعادِ التلال ‏

زهورُ الشمس يوحيها ابتهاجا
كطفلٍ حين يبهجُ بالهلال

وفي قلبي سماءٌ معنويٌّ
علا عن كل هامات الجبال

سماءي من سماءِ الكون شبهٌ
وأنجمُها كأنجام الليالي

أغاني الطيفِ تورِقُ غصنَ شوقي
وتشدوني التّغاريدَ التوالي

ونادى الكونُ أزهارَ المروج
“أنِ ابتسِمي”… لإحياء اللّيالي

أنا الأزهار لا، من يشتهيه
أنا الأطيار في فنن الظلال

وأشعاري كأشعار القدامى
وأحرفُها له عينَي غزالٍ

يقتِّلُ بابتسامته المنايا
ويرمي من رماه بذي النبال

معاريج البيانِ بلا براقٍ
تُعلّيني إلى عرش الجلال

وفي غبَش النوى آنستُ نارا
ويُومِض كالهدى أو كالضلال

فتىً يمشي الدروب بلا ركاب
ويركب ألف خيلٍ في الخيال

تجمّد بين طرفيه الأماني
وطير صداه في السحب الأعالي

وكم ضاقت بما رحبت سطور
وكم ضيق رحيب الإحتلال

وكم أملٍ يطير بلا جناح
وأجوبة بدت قبل السؤال

ولا جُمَلٌ على قرطاسه بل
عناقات المعاني والمثال

وكل الصبح يُبنى من حروفي
وكل الأرض ألحان ارتجالي

ولي جسدٌ على الكرسيّ يذوي
وعيني في سمٰوٰت الخيال