بقلم صبغة الله الهدوي
لو كانت الأمة متحدة لما أطالت الأعداء رؤوسهم ولا تناولوا لحومها وما نهشوا عظامها، لكن المستحيل يستمر ويتقدم في مسيره، والإسلام لم يتخلص من تنهداته وتأوهاته حتى يتنفس نسيم الوحدة والأمن والسلام، يخافون – يعني كل من أقسموا في تنكيس هذه الراية الخضراء وحدة الأمة قبل كل شيئ، لأن الوحدة هي وحدها العدة الأولى والبوابة المفتوحة إلى كل أسرار مخبئة، لكن التحدي في واجهة الطريق تكثر وتتشكل، إنها فاشية أو رسمالية أو شيوعية، وقد توحدت أكتافهم وتراصت صفوفهم في نقب هذا الجدار المشيد، ونصبوا له شركا وحيلا، ونشروا لها ألف كذب وألف زور ، لكن الشيوعية تتمثل إرهابية هذا المكر والمؤامرة، من بداية تاريخها الأدهم في روسيا وفي الصين، من إجلاء جالية المسلمين وطردهم وطمس هويتهم ومحو تاريخهم، والأيام تتكرر وتعكس ما وراءها صافية جلية، وقد تجبر حزب الشيوعية الذي يثرثر بتضامنه واتفاقه وتصاهره مع العلمانية والاجتماعية والأقليات في اصطياد أمة أبت أن تخضع دون مخالب المواعيد الزائفة ونصبت رايتها مرفوعة مع أغلبية ساحقة دمرت أحلام المكرة والعيون الحاقدة
وهذا الانتصار الذي حقق أهداف الوطنية ودعمها ضد الفاشية هيج مشاعر الشيوعية أيضاء التي تتغير وتتبدل وفق الاتجاهات والحركات، وبالنسبة إلى مسلمي كيرالا، مع أنهم من أحفاد الأبطال وثوار الاستقلال يبدو هذا الانتصار الذي فاز به الأمين العام لرابطة المسلمين ف ك كننشالي كتي كخطوة جريئة تختم على الفاشية التي أساءت كرامة قائد في مرض موته، وهو ضرية قاضية على من يدعي أن شعب مقاطعة مالابرم في قبضة العصبية العمياء فلا بد لها من خروج حتى يلتحق مع جادة الهند وأحزابها، ولكن الصمود الذي أبداها مسلمو مالابرم دون سيلات الدعاوي والأباطيل من غير أي سياسة طاغية ولا أي حيلة ماكرة هو نفسه تطبيق الدستور والقانون الوطني، وقد تمثلت هذه المقاطعة رمزية التعاون والتضامن إلا أن العيون المسودة في مقلتها والمطبقة في حدقتها تسعى لتشويه وجهها أمام الوطن، ومنذ أيام قليلة تكاثرت عليها سواعد القوى الباطلة وحامت فوقها صقور السياسة التافهة، فمن الذي يصطاد حقوق شعب أسس دار خلافة إسلامية بأم أعين الإنكلترة فقال رئيسها في البرلمان هلا نسمح الحرية لهذا الشعب الصامد”، ومن الذي يسعى تحت جنح الليل البهيم في إبراز هذه المقاطعة في منصة الإرهابية وبقية باكستان، إنه سعي مع المستحيل وطموح إلى هدف ضئيل، وسيستخرج هذا الشعب من ورطة عدوه زهرات الوطنية وعلامات الحب الساذج رغم شراستهم وكراهتهم.