محمد أمين جوب
على رَأسهِ نَارٌ وَأَعشَابُ أَسئلةْ
فتًى ضاعَ قبلَ الأمسِ بيْن المُخيِّلةْ
فتى باركتْهُ الأُغنيَاتُ فلَم يَجِئْ
لِدُنيَايَ حتَّى قال: دُنياكَ مهزَلَةْ
فتًى تنخُر الخيباتُ جُدرانَ ذاتِهِ
لِينقضَ في دربِ المآخيرِ أَوَّلَهْ
يُصفِّدُهُ المغْنَى ويرْتجِل الهَوَى
فيرتَجّ صَيّادًا يُفتّشُ بوصلَةْ
ويصحُو على ذِكرى التجَاويفِ رُبَّمَا
سيَتْلُو عَلَى الفُقدانِ مَا يُشبهُ الولهْ!!
يَصيحُ كناقُوسٍ يُضَيِّعُ حبْلَهُ
كَما ضيَّعَ الخيّالُ فِي الركضِ مَنهلَهْ
يميسُ على قصرِ المُصيباتِ لَمْ يكن
رئِيسًا وشُرطيّ الفوَاجِعِ حَنَّ لَهْ
وفوقَ بلاطِ اليأسِ يُصغِي بِعينِهِ
نشِيدًا ويحنُو والمَدَامعُ مُهمَلَةْ
وفوقَ جِبال الألب يسمُو مُهشَّمًا
صعدتُ لأنّ الأرض يقظةُ قُنبُلةْ
وَفوقَ جِدَارِ الأَلبِ ثَمَّ قَرَنفلٌ
يُودِّعُ في العصْرِ الأخِيرِ قرنفُلَةْ
يمُدُّ يَدًا للرِّيحِ
والرِّيحُ دأْبُهَا اشْتبَاكٌ
يُعَرِّي فِي المدَارَاتِ جدْوَلَهْ
يُسافرُ مثلِي مثلَ طيفِ غمَامَةٍ
ويصرُخُ من حيثُ الحنَاجرُ مُقفَلةْ
أَنا المُتفَانِي فِي الغِيابِ مدينتِي
خواءٌ وسكّانُ المدينةِ أَرملةْ
أنا المُستحِيلُ /المُمْكنُ/ المُتَمَرِّدُ/
السّعيدُ /الشَّقيّ/ الدَّمعةُ/ المُتأَصّلةْ
توضّأتُ فِي كهفِ الشّيُوخِ ولمْ أَشخْ
ولكنَّ قلبِي شَاخَ
لَم يدْرِ منزلَهْ
لِتغتلمَ الأشياءُ خلفَ خَريطَتِي
لتَمتَدَّ آهاتي فتُحدثَ بَلبَلَةْ
لِترعد روحُ المُترفينَ كأنّمَا
قُلوبُ بناتِ الأرض تُجهضُ سِلسلةْ
كأن صناديقَ الملائِكِ لم تجدْ
سِوايَ فأَمضِي وَعْكةً مُتشَكّلةْ
فلاَ وطنٌ لاَ عنفُوانٌ ولاَ فَمٌ
ولاَ زنجبِيلٌ يشْرئِبُّ لأَسأَلَهْ
هُناكَ سفيرُ النَّائِباتِ يَقُول لِي:
فَما ذُقتَهُ فِي الحُزنِ مِقدار سُنبُلةْ
أَرى لاَ أَرى
هذَا المقامُ متاهَةٌ
يُرَتّبُ في الحلقومِ طُوفانَ حنظلةْ
يُطاردهُ همٌّ ويطبخُهُ جمرٌ
ليأكلهُ قبلَ المواعِيدِ مُعضلةْ
هُو ابنُ جياعِ الأرض
يهربُ من غدٍ لآخَرَ
إذ كلُّ المحطّاتِ مُهمَلةْ
وتزْرع صحْرَاءَ التَّولُّه راهِيًا
ويلعنُهُ في الصَّحْوِ قمحٌ ومقصلةْ
لِذَا يظهرُ المريخُ كالأرضِ مثلما
يُشَبّهُكَ الفلاَّحُ بِئرا مُعطّلَةْ
يفيضُ وشيكًا لاَ تجيءُ جهاتُه
و”نُوسْتالجياهُ” بِنيةٌ متخَلخِلَةْ
متَى يُمسكُ الإنسانُ دقّاتِ قلبِه
لكيْ يجدَ الضّلِّيلُ فينَا سَموأَلَهْ