محمد سهيل بي. كي
كلية وادى الرحمة للآداب والعلوم الإسلامية بمروتم
كان رئيس العلماء كنّية أحمد مسليار رحمه الله من أحد أبرز زعماء جمعيّة العلماء الذين شيّدوا أركانها أسّسوا قواعدها وهو الذي تولي عصر النّهضة الإسلاميّة وكان شيخنا عضو مشاورة سمستا أكثر من سبع وستين سنة من عمره كما كان رئيسا لها أكثر من ربع قرن من عمره وتزيّن كرسيّ الرئيس لسمستا كيرلا جمعيّة العلماء بعموم كيرلا وعاش وفقًا للهويّة الإسلاميّة في نطق من الثقافيّة والإجتماعيّة والعلميّة.وكان نموذجًا لمسلمي ولاية كيرلا ومن عادته أن يدعو في أكثر الأوقات لمشاكلات مملة للفقراء وليجلب الأيتام إلى مسار السلام.وقد قام رئيس المحققين رحمه الله بقيادة وخدمة هذه الجمعيّة بإخلاص وتفان منذ تأسيسها إلى آخر لحظاته. ولد شيخنا في قرية توتكاد قريب من منجيرى بتاريخ يناير22 سنة 1900 من أب أوران كوتي وأم خديخة.
دراسته:
قد بدأ الأستاد دراسته الإبتدائية في عام 1910 من عبد الرحمن مسليار بدراسة ” قطر الندى”ثم توجه إلى تعليم اللغات نحو مليالم والإنجليزية بواسطة نايرالمحترم ونبغ فيها كما نبغ في العربية من قبل.ثم في سنة 1914 عمد الأستاد إلي دار العلوم بوازكاد لتعليم الدرس في هذا الوقت كان محمد مسليار شاللكت قد قام فيه بخدمة مدرسا .وظفر فيها عديد من الزملاء نحو سيد ألواي و أحمد مسليار شرشيري و قطبي محمد مسليار ثم برع في كتب الحديث لعبد العزيز مسليار ولوري ووفق له لإجازة لرواية.في سنة 1922 عيّن محمد مسليار شرشيري مدرسا فيها ثم تلمذ علي يده في أكثر الكتب وفي اللغة العربية.
لما عين قطبي محمد مسليار فيه مدرسا بعد تقاعد الأستاد محمد مسليار فتلمذ على يده وعجب ودهش قطبي في علم طالبه وعقله وبذلك وهب له ملابس وعين له مدرسا ثانيا في نفس الكلية كما أقام هناك سنين مدرسا لعبد القادر مسليار الفضفري.
وهو العالم العلامة الفاهمة القمقام المتبحر الماهر البارع علم الاعلام قدوة العلماء الراسخين و عمدة الفقهاء و المفتين .وهو من أعيان الفضلاء وفحول الكملاء . وهو غزالي في زمانه وهيتمي أوانه ونووي عصره وحريري دهره .وله اليد الطولى في كل الفنون وأنواع العلوم من القرأن والفقه والحديث والتفسير والتاريخ والنحو والصرف والمنطق والميقات والهيئة والكلام والفلسفة والمناظرة والهندسة والطب والأدب والشعر والبيان والبديع والأصول والفروع وغيرها.
لا شك ولا ريب أن العلماء هم شموس هذه الأمة الذين لا يعرف قدرهم وقيمتهم إلا حين يفتقدون, أولئك هم الشموس والمصباح الذين تتنور بأنوارهم الضامائر المظلمة. وهو أحد هؤلاء الذين سخرهم لله لخدمة هذه الأمة بالعلم والعمل. واختلف إلى غزير من المراكز والكليات والمساجد لإستيقاظ الطلبة إلى مسار العلم والبر. وله تلامذة جهابذة من العلماء الأعيان في بلاد شتى. منهم الشيخ شمس العلماء إي كى أبو بكر مسليار الذي إعترف بفضله وعلمه علماء المسلمين في بلاد العربية “إنه عالم العالم أجمعه” .
وفي سنة 1970عيّن مدرسا في كلية جامعة النورية العربية مع شمس العلماء وأبي بكر مسليار كوتملا رحمهما الله. وسجل هذا الدهر في صفحات التاريخ دهرا ذهبيا للجامعة.
وكان عالما كبيرا وزعيما رشيدا. ولا نظير له في زمانه ولا مثال له في أوانه وهو فريد الدهر ووحيد العصر وأعجوبة الزمان وقد تولى الرئاسة في مؤتمرات عديدة لجمعية العلماء بعموم كيرالا..
ورعه في حياته:
وكانت حياته ممتلئة من الحلم والورع والصبر ونشأ يتيما منذ نعومة أظفاره. وبذلك كان أحنى وأعطف للأيتام. وكان هناك واقعة أثناء دراسته. وتوفي والد من المنزل الذي فيه وجبته كل يوم. ما كاد أن ببلغ خبر النعاة إلى أذن الأستاذ حتى ألغى الطعام في ذلك المنزل خوفا من أن الطعام للأيتام سيدخل إلى معدته لأن الأولاد في البيت قد صاروا اليتامى. وبعد ذلك لم يستعد لتناول الطعام في ذلك البيت إلا بعد أن أكد له أهل ذلك المنزل بأنا نعطى لكم الطعام الطيب دون الطعام المختلطة بأموال الأيتام. كانت حياته بهذه الطريقة مع ورع التقى
ان دعاءه “يا ..ودود…. يا.. ودود..” مشهورعند عامة الناس وخاصتهم في سنة 1961 غمرت مياه نهر “جاليار”وقد صار المناطق المجاورة تحت الماء. في هذه الحالة طفق الناس أن يلجأوا إلى البلاد الأجنبية . وإثر على ذلك جمع الأستاذ تلاميذه الأحبة وركبوا في القارب وما كاد أن يرفع يديه المقدستين التين لم تلمس السيئة حتى الكراهة إل رب السماوات والأرض قد انخفضت المياه التي هددت الناس على الفور..
وكان هناك حدث آخر حين تدرسه في “متنّور” لما صارأهل ذلك القرية في ورطة نقص الماء فأقبل شيخنا الى القبلة وأمطر الله المغيث مطرا غزيرا قبل أن تم إفضاء أخبارهم إلى الله. هكذا عاش شيخنا نموذجا لمسلمي كيرالا بل مسلمي العالم مع حل مشاكلهم ورفعهم إلى العلم والورع. وقد اجتمع في حياته العلم والحلم والورع والتقوى.
وتوفي أستاذ الأساتذة سنة 1993م يوم الأحد التاسع والعشرين من سبتمبر في الساعة العاشرة ليلا وجرت صلاة جنازته بميدان مدرسة وازكاد خمس مرات. قال المؤخرون أن المشاركين في صلاة جنازته يتوارح بين خمس مائة ألف وست مائة ألف. لا يستطيع أن يحصوها. ودفن بجانب جامع وازكاد. يأتي إليه كثير من الزوار ليتبركوا بآثاره الخالدة. ونور الله مرقده وبرد مضجعه وجمعنا معه في جنات النعيم بجاه سيد المرسلين.