الهند… دولة على وشك الانتحار

زبير بن عبد العزيز

جمهورية الهند دولة عظيمة في جنوب آسيا تعد ثاني اكبر دولة في عدد السكان ومن أعظم الدول الديمقراطية، إلا أنها تعيش تقلبا في الأحوال بعد ما تغيرت أيديولوجية الحكومة الحادثة التي تعرف بالحزب باراتيا جنتا في جميع أنحاء الهند في ثقافتها ودستورها وفسادها ومجتمعها.

وقد أصبحت الثقافة الهندية بالمساواة والصداقة في خبر كان بعد سقوط حزب المؤتمر الدولي الهندي، لأن نريدرا مودي وإخوانه دمر كل شيء و أهلكها وصاروا مثل البعوضة في أحوال الصعبة وكان لهم خلق الغراب بعد الطوفان المهلكة بولاية كيرالا،  يمزقون الأقليات بدون رحمة وقد وقع عدد كبير من المسلمين ضحايا لظلمهم مع الأقليات الأخرى.

عندما نمعن أنظارنا إلى السنوات الماضية في وقت الطوفان في كيرالا حينما كان السياسيون يشاركون مشاركة فعالة بدون الفرق بين الأحزاب حالها مودي بين كيرلا والمساعدات الخارجية من الدول العربية حقدا وحسدا.

الآن بعد ما انتشر فيروس كورونا في الهند اضطربت أرجلهم وزلزلت أقدامهم لانهم ظنوا انه ليست السياسة والحكومة والهيمنة فقط ولكن الجميع حتى العلاج لوباء covid 19 يمكن ان يكون سردا وصالحا لمبادئهما الفاشلة وأيديولوجيتهما الظالمة.

الآن قد تغيرت الأمور،  الهند تدفع ثمنا غاليا باهظا لهذه الرغبة الشيطانية حيث يمكن لكل مواطن هندي مشاهدة جريمة مميتة مماثلة للقتل، بسبب قلة الحصول على الاوكسجين، واحتراق الموات الوبائية، بل لم يكن هذا غير متوقع لأن الناس كانوا يتوقعون هذا منذ أن بدأت سياستهم الفاشلة، لكن الوباء كوفيد صار واسطة لذلك فقط. سياسة معادية وخطيرة  تتمثل في “أمة واحدة، زعيم واحد، حزب واحد”.  رغم كل ذلك حكمت هذه الوفيات الجماعية الفاشلة لهتك الهيكل الفدرالي للهند نفسه في الوقت نفسه.

وأخذوا واستفادوا من هذه الفرصة فرجة لنشأة سياستهم ومبادئهم في فترة منعت الاحتجاجات والاضطرابات من قبل عامة الناس بسبب انتشار فيروس كورونا واستغلوا بها وساروا نحو هدفهم العظيم.

في الواقع ليست هذه مشاهدة الحالة الصحية المؤسفة في الهند في المرحلتين الأولى والثانية القاتلة لهذا الوباء بل كانت مشهاده نشأة فكرة الهند المهيمن عليها الهندوس واستغلال الفرصة لتقريب الهند الى هلاكها بطريقه تعطل البنية الاجتماعية التي تقود الحياة الفدرالية للبلاد، بإزالة المصطلح السياسي واستبداله بالخوف وإثبات المواطن كحامل للغزو أيضا، ثم صارت الاحوال على ان البطولة هي الخوف والدهاء في عهد مودي. إذا كان ناريندرا مودي يوزع كراهية الذات المثيرة للاشمئزاز على من يعولهم، فهذا أيضًا نتيجة لإبعاد معارضته عن الحرية السياسية وموارد البلاد.

ويستخدم مودي مفهوم القيادة ذاته في غضون حقبة ما بعد كوفيد ، كانت لدينا فرصة تم إنشاؤها في جميع أنحاء العالم: لجذب انتباه العالم بأسره إلى رفاهية الناس في كل بلد، بما يتجاوز أيديولوجية الدولة. لوقاية الدولة من الأمراض جزءًا من التطلع الديمقراطي لجميع البشر، مثل التدخل القيادي لمنظمة الصحة العالمية ، والمناقشات المفتوحة حول مكافحة الأمراض في بلدان مختلفة  وتفاعل المنشورات الموازية النشطة مع وسائل الإعلام الرئيسية يضع كل هذا أمام أعيننا. ولهذا السبب الآن في مثل هذه المرحلة داخل وخارج الهند انتشرت الانتقادات القاتلة الموجهة إلى الحكومة المركزية ومودي.

وتساءلت وسائل الإعلام الرائدة في العالم عن إزالة الرسائل النصية والأخبار التي تطالب باستقالة مودي على وسائل التواصل الاجتماعي. تحت ستار وباء كوفيد، لوحظ أن الأنظمة الديمقراطية تتجه نحو الديكتاتورية في العديد من البلدان.

 من الواضح الآن أنهم (حزب باراتيا جنتا وأر أس أس) لا يستطيعون تحقيق هيمنة سياسية كما يريدون ضمن دستور الهند الفريد، لكن لا ينبغي الاغفال أنهم بدلاً من ذلك يجربون الإلغاء الفعال للقيم الديمقراطية في الوعي العام بطريقة تتجاهل الدستور. أحدها هو سجن الأحزاب السياسية التقليدية الأكثر نجاحًا بسبب روايتها الديمقراطية. ويستخدمون الأحزاب المحلية وقادة المعارضة في ولايات مختلفة لهذا الغرض.

على كل حال، هناك مثل في اللغة المليالمية “قطع شجر الموز عندما تحترق الدار” هذا ما يفعله مودي وأصحابه وراء هذا الوباء، عندما تسير الدولة في حالة سيئة يسعون خلف إثبات المبادئ الفاشلة التعددية. وهذا يشبه الانتحار، لأن الهند تحترق بنفسها ولا تمعن الحكومة أنظارها إلى المواطنين.