وإذا سُئلت عَن الهلال فقل لهم
هُو زِينةُ الدنيا ورمزُ نِضال
هُو للكرامة غُرة وعلامةٌ
للمجدِ فيه مسيرةُ الأبطال
سيعود مزدانا بهالة نوره
ويلوح فوق شماتة الأنذال
ويعود يرسم في السماء جَماله
وهل السما زانت بغير هلال
ويعود كالعنقاء تجمع شملها
وتطير بحثا سدرة الآمال
ويعود ينبت للفصول ربيعها
ويعود مثل صنوبر الأتلال
ويعود في الصحراء ينبت زرعها
ويعود يرقص رقصة الشلال
ويعود أملا للشعوب بمشعل
عامَ العجاف ومَربعٍ وظِلال
حتى وإن عكَرت جميع مياهكم
يأتي العطاش بزمزم وزلال
ويعود بردا للرفاق وللعدا
رعدٌ يُشيب نواصيَ الأطفال
ويعود في وجه الطغاة مزمجرا
فيصُبّ جام الثأر كالزلزال
في الراية الخضراء ألف حكاية
نُسجت من الإدبار والإقبال
كانت وما زالت رسالة أمة
جاءت تحقق ألف ألف محال
في إرثها التاريخ يحكي مجدها
ويقول للدنيا هنا أجيالي
فارفع لواءك يا أَبيُّ مرابطا
واكتب حديثَ الروح كالإقبال
ولك المعالي في الغدو تحيّة
وإليك يصبو المجد في الآصال