أن ك محمد مولوي.. رحيل فقيه من جيل العباقرة

زبير بن عبد العزيز

العلماء هم ورثة الانبياء، ورحيلهم فقدان عظيم للأمة الإسلامية، وقد شهدت ولاية كيرالا وفاة عبقري من عباقر العلماء الذين كانوا من الأفذاذ في تاريخ البلاد، وقد عاش طوال نصف قرن في تدريس العلوم الدينية وكان من علماء جمعية العلماء لعموم كيرالا وتصورت حياته في العلوم روحيا وعاطفيا ثم صار من أعضاء جمعية العلماء لولاية كيرالا وهو العالم المرحوم أن كي محمد مولوي…

  • سيرته ومسيرته:

ولد في مدينة كوتيلنغادي  بمقاطعة مالابرام في ولاية كيرالا جنوب الهند عام ١٩٣١م ونشأ في عائلة متدينة ونشأ في جو ممتلئ بالعادات الإسلامية الجميلة ملئ بالحسن والإحسان وعاش عيشا في ميدان العلوم سيرة  وصورة وأتمها بالجمال والكمال، وأبوه هو المرحوم سعيد علي بن أحمد بن حسن كوتي وأمه هي عائشة.

وبدأ رحلته العلمية في المسجد الجامع المركزي في منجيري في حلقة الدرس مفيد العلوم حتى قضى هناك فترة من الزمن ثم انتقل إلى حلقة الدرس في المسجد الجامع بوندور سنة ١٩٥٨، وطلب العلم تحت إشراف العالم الكبير تاج العلماء كي كي صدقة الله المولوي وأتقن على يديه جميع العلوم والفنون.

بعد أن تحصل من تلك الحلقات ما حصل رحل إلى أم المدارس بجنوب الهند “جامعة الباقيات الصالحات” بولاية تامل نادو، التي كانت الأولوية  واأاقدمية في توفير العلوم الدينية وتوفير الفرص للعلماء العباقرة من سادة الأمة وقادتها، وتخرّج فضيلته من الجامعة بالمركز الاول سنة ١٩٦٠م.

وفي رحاب الجامعة تتلمذ على العلماء العباقر المشهورين في كل عصر ومصر و أفذاذ أنواعهم في التاريخ في جمع العلوم نفسيا وعاطفيا وهم فضيلة الشيخ آدم حسرت والشيخ أُتما باليم أبوبكر حسرت والشيخ حسن حسرت رحمهم الله.

وفي نفس العام الذي تخرج من جامعة الباقيات الصالحات خدم فضيلته مدرسا في جباربداو  في مقاطعة كنور بولاية كيرالا وقضى في ذلك المنصب إلى عام ١٩٦٥م.

وانتقل في نفس العام في مجال التدريس الى المسجد الجامع الأكبر بفرفننغادي وقضى منصبه هنا نصف قرن حتى توفاه… وكان أيضا يشتغل في منصب الإفتاء في المسائل الفقهية، المهمة التي يهتم بها العلماء الكبار وهذا يدل على سعة علمه وشرفه وترفه في العلوم الفقهية.

تخرج على يديه عديد العلماء الذين حملوا رايات العلوم وصاروا قلب الأمة وضميرها ومنه المرحوم السيد الكنجي قاضي فرفننغادي وعبد الرحمن مسليار الباربلي وإيكي عبد اللطيف مولوي وسي اتش عبد الرحمن مولوي مدير الكلية لتذكار كمو صوفي، ومن تلامذته العظماء أعضاء جمعية العلماء لولاية كيرالا إي أم أبوبكر مولوي وكي أم عبد الرحيم مولوي وقاضي فرفننغادي السيد زيد محمد کویا ومحمد مولوي مندمفرمبا.

وفي عام ١٩٦٢ حيث اختير في جمعية العلماء لعموم كيرالا بدأ مسيرته الدعوية, حتى قضى فيه إلى عام ١٩٦٧ م وفي نفس العام انشقت جمعية سمستا إلى جمعية لولاية كيرالا في موضوع لآلات الصوتية, فاختير من أعضائها ثم تولى رئاسة تلك الجمعية في عام ٢٠٠٠ بعد وفاة الأستاذ كيزانا کنج عبدالله مسليار واستمر عليها حتى وفاته.

ومما يدل على سعة علمه وعبقريته لا سيما في العلوم الفقهية، مؤلفاته البارزة في اللغة الماليالمية: الفقه الإسلامي الكامل والدروس الفقهية وقوانين الزواج والحج والعمرة وشيخ المشايخ أوكويا مسليار

وتوفي فضيلته عام ٢٠٢١ صباح ٢٠ يونيو ولقبته الأمة حبا وتقديرا بشيخ العلماء.

  • باحث في قسم اللغة العربية، جامعة دار الهدى الإسلامية، كيرالا، الهند