أحاديث

بقلم الشاعر حذيفة العرجي

..عيناكِ فيها ما استعادَ كياني..

فهل التقينا قبلَ ذا بمكانِ؟

.

عينايَ!؟ لا أدري إذا.. لكنّهُ

قبلَ اللقا، قد يلتقي الطيفانِ

.

أمّا التصادفُ، لستُ مؤمنةً بهِ..

قدرٌ هيَ الدُّنيا على الإنسانِ

.

وكما احتوانا الدهرُ، مَزّق غيرَنا

فلنكتفي مِنْ جوْدِهِ بالآني..

.

-ما قلتِ إلا الحقَّ، إنّ حياتَنا

محكومةٌ كالشمسِ بالدورانِ

.

وهمومُنا لا تنقضي في واقعٍ

كالحاكمينَ بهِ، لهُ وجهانِ

.

نسعى وراءَ الشيءِ ما عِشنا، فإنْ

نلناهُ، نزهدُ فيهِ بعدَ ثواني

.

الركضُ قاتلُنا الأشدُّ قساوةً..

ركضُ الفُناةِ على الوجودِ الفاني..

.

أتُحبُّ؟ لا، لكنْ أُحَبُّ بكثرةٍ

ومنَ النساءِ وقربهنَّ أُعاني!

.

لكِ أن تظنّيني كذوباً! .. إنّما

لا تضحكي من واقعٍ أبكاني..

.

أينَ الذي أهلكتُ فيهِ مشاعري

ليعيشَ فيَّ براحةٍ وأمانِ؟

.

أسميتُهُ “عشقي” وخُنتُ مخاوفي

لأعيشَهُ.. لكنّهُ أرداني!

.

هذا أنا، ضيَّعتُ نصفَ قصائدي

وأنا أحاولُ ذرّةَ اطمئنانِ

.

حتّى متى أبدي السرورَ، وبسمَتي

فيها الذي فيها منَ الأحزانِ؟

.

لم أطلب الدنيا، لتكسرني كما

الأنثى تُحطِّمُ أضلُعَ الولهانِ

.

لمّا وقعتُ، نَظرتُ.. لم أرَ مُشفِقاً

لكنْ رأيتُ شماتةَ الخلّانِ!

.

تُنبيكِ عنّي أمنياتٌ عفتها

لا عاجزاً عنها، ولا مُتَوانِ

.

أدركتُ -لو متأخراً- أنَّ الرّضا

حبلُ الغريقِ، وباعثُ السُّلوانِ

.

وكسِبتُني لما قَبِلتُ مواجعي

فأرحتُ قلبي، واستراحَ لساني..

.

عن كلّ ما واجهتُهُ من خيبةٍ

كانَ العزاءُ الحقّ في القرآنِ

.

-وهواكَ كيفَ خسرتَهُ؟ كيفَ انتهى

بعضَ اقتباساتٍ على الجُدرانِ؟

.

لا تسألي.. فالشعرُ بيتُ سرائري

وقصائدي جُبلت على الطيرانِ

.

الجوّ مُلكي صارَ بعد تمرُّدٍ

أمّا فؤادي.. فهو مِلكُ بياني..

.

لو أنّ دمعَ المرءِ يُرجعُ مَجدَهُ

لبكى دماً كسرى على الإيوانِ

.

فعلامَ أشكو الآنَ مُتكئاً على

هذي القصيدةِ.. والدّموعُ دواني؟

.

قلقي على كلّ التفاصيل التي

لا تنتهي.. حظّي منَ الإدمانِ

.

إن كنتُ أُخفي ما أُريدُ فإنني

 أخفيهِ فيَّ مَخافةَ الحرمانِ..

.

ماذا عن البحرِ الذي يغتالُنا؟

هذا السؤالُ سليهِ للشُّطآنِ

.

وأنا سأمضي الآنَ، مُنتظراً غداً

ولربّما ألقاكِ بعدَ زمانِ

.

فلتحفظي عنّي إذا لم نلتقي

حينَ النجاةُ تمرُّ بالأوطانِ

.

للمُسلمينَ الغارقينَ بعجزهم

ستُفاجأ الدنيا بوجهٍ ثاني..

.