حبر العلوم واللغات؛ الشيخ إبراهيم مسليار الكدنغيمي

بقلم عثمان الوافي (محاضر، كلية بافقي للوافي، ولونور)        

     إن منطقة مليبار في جنوب الهند لا تعزوها اللياقات والكفائات العلمية، وهذه الأرض خصبة أنجبت ولا تزال تنجب شخصيات بارزة في كل المجالات العلمية والأدبية والاجتماعية، وكان لعلمائها وكتابها مشاركة كبيرة في تطوير اللغة العربية وتنمية العلوم الإسلامية تدريسا وتأليفا، وكان لهم جهود جبار في هذا الصدد، وإذا أمعننا النظر وبحثنا عن الشخصيات فنرى عجب العجائب والغرائب فيه.

     وهذا الجانب مليء بمآثر علماء جنوب الهند ولهم أياد بيضاء وخدمات جسيمة في تطوير اللغة العربية وتنمية العلوم الإسلامية بوسيلة التدريس والتأليف مع المراقبة والإشراف على الطلاب وغيرها من الجهات المختلفة، فمن الذين فاقوا على أقرانهم ومعاصريهم في طليعة المنزل – الشيخ إبراهيم مسليار الكدنغيمي رحمه الله.

     هو الشيخ الإمام الهمام العالم العلامة المقدام الأديب الشهير إبراهيم بن محيي الدين مسليار الكدنغيمي المليباري الهندي الشافعي مذهبا والأشعري اعتقادا الفقيه المتكلم الصوفي التقي النقي المؤرخ المثقف الفلكي الميقاتي المهندس الجغرافي ماهر في علم الطب شاعر عظيم حاذق في العربية والفارسية والأردوية والتاملية والإنجليزية كما في لغته المحلية المليالمية علامة الزمان نادرة الأوان من رواد النهضة العربية والعلمية والأدبية في الديار المليبارية في القرن الرابع عشرة/ العشرين الميلادية.

مولده ونشأته الأولى

     ولد الشيخ في شهر ربيع الأول سنة 1315هـ الموافق ل1896م ب((فتكاد)) (عرفت هذه القرية بفيضاباد في العربية بعد تأسيس أم المدارس الجامعة النورية العربية) بالقرب من مدينة بيرنتلمنا  في إقليم مليبار ينتمي إلى أسرة كادنتودكا كما أن أمه فاطمة بنت ميدوتي (محيي الدين كوتي) تنتسب إلى كاراتوتودي وكان أبوه الشيخ محيي الدين ملّا من أبرز علماء عصره ومطاعا في ديار مليبار.

     تربى الشيخ تحت أب صالح وأم قانتة منذ نعومة أظفاره فاشتغل بالعلوم الإسلامية في سن مبكر وكان حريصا على حصولها فالتحق بكتاب البلد لتعليم القرآن الكريم والمبادئ الدينية كعادة أهل ذلك الزمان فتعلم قرائة القرآن فيه على يد الشيخ المعروف بالحاج كاكادن كونجالي الفتكادي وتربى تحته سنوات ومبادئ العلوم العصرية في المدرسة الحكومية الابتدائية في قرية فتيكاد.

مراحل دراسته وأبرز أساتذته

     لما توسم فيه والده النجابة والذكاء أحب أن يكون عالما عظيما في العلوم الدينية فألحقه إلى درس الشيخ أمانت حسن مسليار أبي أمانت كويا اني مسليار فاستولت عليه النزعة القوية نحو العلوم العربية والإسلامية وقوي فيه الميل تجاه الدراسات الإسلامية فاكتفى بالابتدائية في مجال العلوم العصرية حتى واصلت دراسته في فنون اللغة العربية والموضوعات الدينية عدة سنوات على مشائخ بارزين وأساتذة بارعين في دور العلم المختلفة ومساجد عديدة توجد بها حلقات دروس العلم في أنحاء البلاد المليبارية والهندية آنذاك، مثل حلقة الدرس المشهورة بفناني وتخرج عن كلية الباقيات الصالحات بويلور.

     وطبعي أن يكون له عدد كبير غير قليل من الأساتذة والمشائخ حيث استمرت مسيرته العلمية كطالب ومتعلم فترة طويلة من الزمن، وهكذا نجد من هؤلاء الذين تلقى عنهم الشيخ إبراهيم مسليار بعد دراسته الابتدائية.

   1. الشيخ أمانت حسن مسليار أبو أمانت كويا إني مسليار، وأول أستاذ تلقي منه الشيخ إبراهيم بعد دراسته الابتدائية.

   2. كلتل علوي مسليار الوليلي، هو المشهور في التدريس بنشر العلوم الدينية في ديار مليبار، أخذ منه الشيخ إبراهيم من المسجد الجامع بكروواركوند.

   3. الشيخ على مسليار، المشهور بآلي مسليار النلكوتي، أخذ منه الشيخ إبراهيم في المسجد الجامع بتيرورنغادي الذي شاع صيته في شبه القارة الهندية بأسره جراء مناضلته ضد استعمار البريطانيين، زعيم الثورة المليبار المتوفى في السجن المركزي بكويامبتور عام 1922م.

   4. الشيخ كونج علوي مسليار التاركودي، تلقى منه الشيخ إبراهيم في المسجد الجامع بموندت بالقرب بالمدينة النلور، أقيم شيخنا في هذا المسجد بالتدريس حيث كان الشيخ كونج علوي مسليار عامرا ومتوليا فيه.

مفتاح شخصيته

     اجتمعت في شخصيته جميع الخصال الحميدة وتزينت حياته بعديد من المحاسن المرموقة، المؤرخ المعتمد والإمام في أسماء المفردات في الطب الفقيه والمفسر ولم يعرف أحد سواه جمع مع العلوم النقلية والعقلية الثقافة العامة والعلوم العربية اللغات الأجنبية مثل اللغة الفارسية والأردية والتاملية والإنجليزية والغجراتية والمراتية والكندية والكنغنية والتلنكية، والحق أن التركيز على زاوية من زوايا حياته المباركة إسائة أدب إلى جنابه العظيم والحديث أن جانبا واحدا فقط من جوانب سيرته جهل بمقامه الكريم إلا أن المرء لا يكلف فوق قدرته ولايطالب إلا بما في طاقته حيث لا مجاز لنا إلى حقيقته، وإنما يعرف ذا الفضل من الناس ذوو الفضل وها أنا ذا أختصر على القليل.

حياته الزوجية

     أما حياته الزوجية فقد تزوج  بفاطمة بنت الشيخ زين الدين الكدنغيمي المعروف بتينو أخت الشيخ الحاج أنين بما كانت بينه وبين الشيخ من علاقة وثيقة من مدينة ممباي، وكان الحاج أنين وعياله يقيمون بها لكونه مؤذنا بالمسجد الجامع ممباي.

     ثم أقام بكدنغيم فأنجب منها ستة أولاد لكن ارتحلوا إلى جوار الباري تعالى في سن مبكر ولم يبق أحد في قيد الحياة إلى وفاة زوجته فاطمة، وبعد أن توفيت تزوج بأختها عائشة وغادر معها إلى ممباي وتزوج من هناك بخديجة بنت فولت سيّد علي الحاج المنارملي، وأنجب من عائشة أربعة أولاد – فاطمة وعبد الله وزينب وميمونة – ومن خديجة عبد الرحمن مسليار المعروف بمان مسليار رئيس اللجنة المحلية حاليا ومريم وحفصة، وأنكح ابنته زينب لنتشيكادن مويدوتي مسليار الأروانفرمي وابنته الصغيرة ميمونة لمحمد مسليار النليكوتي المؤرخ المشهور وابنته مريم بفوتايين أني مسليار الفاندكادي.

إنجازته العلمية

     تاريخ خدمته العلمية والدعوية مزدهر تعليما وتأليفا وإرشادا وتربية، وأما التعليم كان أول قدمه في مجال التدريس بانتدابه مدرسا وخطيبا في المسجد الجامع بموندت ثم التحق بمسجد الجامع في قرية كليان بممباي وقضى أيامه هناك كمدرس وإمام تقريبا من عشرة أشهر ثم صرف همه إلى تحقيق العلوم والتدقيق والتزويد بها فرجع إلى مجال التعلم والدراسة فالتحق بالمدرسة اللطيفية بويلور للدراسة العليا وتخرج بعد سنتين حاصلا على الشهادة من الشيخ الأستاذ عبد العزيز ثم رجع إلى مهامه كمدرس وخطيب إلى ممباي فتمهر في اللغات المختلفة المذكورة، وخلال هذه الرحلات تمكن من تشكيل علاقات وتيدة بعلماء وأدباء وصوفية من الجنوب الهند.

     وبعد هذه السنوات التي طار صيته وشاعت شهرته في سائر دور الهند الجنوبي بالبحوث الإسلامية والتعليم العميق والإفتاء من بحور علمه والدعوة الممتازة وإصلاح الناس وتزكيتهم عاد إلى بلده بعد أن عين تلميذه الشيخ أبابكر مسليار الأوماشافوزي مدرسا في مسجده بممباي ثم انتدب مدرسا في مسجد فاتيكاد وكارواراكوند وملياركورشي وكيدنغيم وآلتور بدي فاستمرّ فيها سبع عشرة سنة متوالية، ففي الفترة التي خدم فيها كمدرس وخطيب وواعظ في قرية بفدياد جرت واقعة محدية على المسلمين ومثيرة لهم – قضية “راما سمهم” – التي أثارت الهندوسيين والمسلمين وخاض الحساد عليه في المكائد بأن اهتمه بالجريمة والجراحة سدا لدعوته الإسلامية وإصلاحه الديني والاجتماعي فارتحل الشيخ إلى ممباي ثالثا، ثم الحادثات والمتطلبات العلمية والبلدية إعادته إلى قريته الأم كدنغيم بعد مدة طويلة رائحة بالتدريس للعلوم الدينية العربية بممباي.

     إن الشيخ متأثر بحركات الخلافة المسماة بثورة مليبار تحت شيخه علي مسليار المشهور بحركاته ضد المحتلين من أجل استقلال وطننا الهند المعروف بآل مسليار النلكوتي عام 1920-1921، فالتحق معه بالثورة ضد الإمراطورية المحتلة، فقام بتشجيع الناس المستعمرين والتحريض عليهم بلسانه الفصيح وكلماته السليمة ويدعوهم إلى النصر على أقصى مقدرة كل واحد من المسلمين والمشاركة في تشكيل وطنه الحر حتى يسمع صداه في شتى أنحاء الهند وشاع صيته بالنصائح والقيادة والتحريض على المحتلين وارتجف به البريطانيون المستعمرون إلى أن هموا باعتقاله.

     كان الشيخ إبراهيم مسليار رحمه الله قدوة حسنة ومثالا فذا في مجال التعليم والتربية حيث قام بهذه المهمة الخطيرة والجليلة قيامة عارف بثقلها وخطورتها فاختار بنفسه لإلقاء الدروس وتربية المتعلمين طريقة بناءة متكاملة شاملة بكل الجوانب بتوسيع المطالعة قبل القيام بالدروس وتحضير المواد المتعلقة بموضوع البحث وما جاوره مسبقا ثم يلقي الدروس بأسلوب سهل ميسر في عبارات واضحة بحيث تنشرح به صدور المتعلمين ولا يورث الملل ولا السئيمة في نفوس التلامذة.

     فاستطاع من خلال هذه الحلقات العلمية أن ينشئ ويعدد جيلا جديدا من أهل العلم، قادرين على معالجة مشكلات المجتمع المختلفة، وتخرج على يديه فيها عدد كبير من أعيان الهند تولوا مناصب عالية من الإفتاء والتدريس والوعظ والإرشاد، ظهرت فيهم آثار تربية شيخهم وتثقيف إمامهم وتحقيق أستاذهم جلية واضحة وهي حملة علومه الشرعية وثقافته العلية للذين يلونهم وامتداد مدرسته الفكرية للأجيال القادمة.

ومن تلامذته

   1. الشيخ الحافظ أبو بكر كوتي مسليار الأوماشافوزي المعروف ب((موليار ابابه))

   2. كي في بافوتي مسليار النلكوتي

   3. محمد كنجي مسليار الوازامفرمي بمناركاد

   4. وتزوا محمد كنجي مسليار صاحب المواهب الجلية، ومحضر الأتم ببرزخ الأهم في مدح النبي المصطفى (ص) ومسلك العابدين ومناقب حسن بن علي الكرناغبلي

   5. عبد القادر مسليار الدرمدوي

   6. فزكل إبراهيم مسليار الكدنغيمي، عالم بالمذهب الشافعي والحنفي، ماهر في كثير من الفنون العربية والعلمية

     وأما الأعمال العلمية الخالدة التي تركها الشيخ والمؤلفات القيمة العالية التي جاد بها فهي خير دليل على مقبرته الفائقة في تحقيق المسائل والدلائل وبرهان صادق على ملكته المتفوقة في جمع الآداب والفضائل، ولم يكن في مجال التأليف مجرد ناقل مقلد، ولا يتردد المطلع على أعماله العلمية والأدبية في الحكم على صاحبها بالعبقرية والتفوق والثناء عليه ووصفه بالابتكار والاستقلال، وقد ترك العلامة الشيخ حزمة من التأليف التي تجيب عن متطلبات العصر لأن زهور عمره مزدحمة باحتلال البريطانيين واستعماله في المجال السياسي والاجتماعي، فضلا عن احتلال أهل البدع كالوهابية وما فرع منها إلى ثقافة مليبار الدينية التي تورفت من القدماء والسلف الصالحين، فإنه كان ناضلا لأهل الاحتلال والبدع بوسيلة القلم واللسان، ومن أعظم دليل إلى هذا كتابه القيم في مدح أصحاب البدر المسمى بمولد شرح الصدر ألفه الشيخ تحريضا للمسلمين على البريطانين وتحضيضا عليهم في القتال والجهاد في إطار دين الإسلام اعتمادا على شجاعة وقوة الإيمان لأهل البدر، وأما الكتاب الرد على الولاية والكرامة لكي أم مولوي خير دليل لقتاله الشديد بوسيلة السلامة والخير ضد المبادئ البدعية ودعواهم.

     ومن المحزن أن كثيرا من تأليفاته قد ضاعت في مر العصور ولم يعثر عليه، فالاطلاع إلى بعض منها:

1. مخزن المفردات

     اسمه الكامل مخزن المفردات في بيان تراجم مفردات الطب بمختلف اللغات وبيان خواص الأدويات وأفعالها وطبائعها وغير ذلك من المهمات، اشتهر به الشيخ بقدر أوسع في مجال العلوم المؤلف، يعرف فيه أسماء الأعشاب الطبية لأكثر من 1300 التي تستعمل في الأدوية والحفاظ على الصحة مع اطلاع كيفية استخدامها وذكر قدرها لمختف الأمراض معلنا على أسمائها في اللغات المختلفة بجداول واضحة، فلا شك أن هذا الكتاب مخزن حقا بكل ما تعنيه هذه الكلمة.

     الشيخ حسن الباقوي الكادري العالم المشهور في ديار المليبار قد قرض تقريضا واضحا لهذا الكتاب فضلا عن المقدمة الواسعة للمؤلف نفسه وتذكر فيه كيفية استخدام الأعشاب مع اختلاف الحرارة والبرود وغيرها مع التغيرات البدنية مطلعا على الأسماء فى اللغة الفارسية والهندية والسريانية واليونانية والرومية والتركية والبربرية والمراتية والغجراتية والكنادية والتاملية والبنغالية والبنجابية والتلنكية والإنجليزية والفرنسية تبعا للغة العربية.

     وطبعت بعض أجزاء هذا الكتاب بقيادة لجنة عامر الإسلام بتيرورنغادي عام 1356هــ ويجري الجهود لطبع بقية الأجزاء تحت اللجنة المحلية بكدنغيم والله الموفق.

2. تحفة المشتاقين

     اسمه الكامل حاشية تحفة المشتاقين على المولد المنقوص، هذا حاشية ضخمة على المولد المشهور بين ديار مليبار – المنقوص – بقلم الإمام زين الدين المخدومي، فإن المؤلف يطلع على أصول المفردات وفروعها والمعاني المختلفة ويحلل الوقائع التاريخية والمواضع الاعتقادية بالدلائل المعتمدة مع الاقتران بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب المعتمدة، ويحشي أيضا أوزان الأبيات مع بحورها في وضوح وكمال بالاشتمال على الأدلة البلاغىية والمنطقية والفلكية، فالكتاب يدل على عموق علم المؤلف بأغلب فنون العلوم العربية والدينية.

     دخل الشيخ في تأليف هذا الكتاب بينما تشتد المقاومات على القوات المستعمرة عام 1339هـــ وفرغ منه الشيخ في 1344هـــ كما أشار الشيخ في خاتمة الكتاب، وقد طبع تحت اللجنة المحلية بكدنغيم عام 2016م.

3. مولد شرح الصدر

     اسمه الكامل المولد المسمى بشرح الصدر بمناقب وسير أصحاب البدر، إن المسلمين في مليبار كانوا يرتوون بالمدائح والمواليد والأذكار في الأيام الماضية وكانوا يعتزون ويفتخرون وينشطون بالثناء والمدح على الشهداء والأولياء والأنبياء الذين تضحوا بحياتهم لله ولدينه الكريم، فشهداء في البدر هم الذين سبقوا إلى الشهادة والجهاد في التاريخ الإسلامي، وفي ما تشتد المناظلات ضد البريطانية المحتلة بدأ المؤلف في تصنيف هذا الكتاب، وقد امتاز الكتاب من المواليد المعتادة باطلاع إلى أسماء كل أصحاب البدر مع تراجمهم ووقائع تامة في حياتهم المحمودة.

4. تحفة الإلف

     اسمه الكامل تحفة الإلف على القصيدة المشهورة بألف الألف، علم التصوف، هو أصل الأصيل لهذا الدين القويم، فقد انتشر فى العالم كثير من التأليف في هذا الفن نظما ونثرا، فإن علماء مليبار قد اعتنوا بعلم التصوف أشد الاعتناء، فضلا عن اهتمامهم بعلم الفقه غاية الاهتمام، فكتاب ألف الألف مجموعة الأشعار بقلم الشيخ العالم الفاضل عمر بن عبد القادر بن محمود القاهري المؤلفة بكل الحروف العربية في علم التصوف، يدل شرح الشيخ إبراهيم على حرصه الكبير إلى علم التصوف وعوامقه الغامضة على الرغم من أن شيخه علي مسليار النليكوتي قد سبق إلى شرحه من قبل، يشرح فيه الشيخ إعراب المفردات والتراكيب مع المعاني الواسعة التي تشرح الصدور من الظلماء إلى النور وتملــئنا بعلم التصوف.

5. الرد على الولاية والكرامة

     قد احتل أهل البدع إلى ترب مليبار وكيرالا مع احتلال البريطانيين في أوائل القرن العشرين فإنهم ظهروا بتكفير علماء أهل السنة والجماعة وختموا بشركهم وضلالتهم، ففي هذه الأوقات المظلمة أجوائها أخذ الشيخ قلمه الذي كان سيفه ضد المستعمرين وحرك لسانه كما حرك على المحتلين، ومن بينها هذا الكتاب يرد به كل المبادئ البدعية في قيادة كي أم عمر مولوي ردا لكتابه الولاية الكرامة ولكن لم يعثر على نسخته اليوم.

6. كتاب في البروج والمنازل

     هذا الكتاب متعلق بعلم الأفلاك وما جاور له ولكن لم يعثر على نسخته.

7. معجم اللغات

     هذا معجم في اللغة الأردية يعجبنا إعداد المليباري معجما واسعا في اللغة الأردية في العصر الذي لم تنتشر الآلات الإلكترونية بنطاق واسع كما تمتثل بين أيدينا.

8. تاريخ مليبار

     عرفه الشيخ في مقدمة هذا الكتاب “هذه نبذة من التاريخ في ابتداء الإسلام في مليبار حفظه الله تعالى عن كل ما حاره وما أبار وفي من بلغ إليه الإسلام من الغرباء الآتين من مكان سحيق وفي من أسلم من ملوكه بعد التفتيش والتحقيق وفي أحوال سائر متوطنيه حينئذ وفي سائر الأزمن من الاجتماع والتمدن والتملل والتدين والاتفاق ثم التشرف والتفون ومن غير ذلك من الأطوار المتعلقة به وبأهله من الأقوام مما يسر الناظرين من ذوي الأفهام سقط عن وجه الصدق كل غطاء ونقاب ويضرب بأذيال الذل على وجوه الافتراء والكذاب”.

9. قواعد أردو

     تبحث فيه قواعد النحو في اللغة الأردية.

وفاته

     وبعد حياة حافلة بأعظم الإنجازات وأجل الخدمات في الدين والعلم والتي امتدت خمس وخمسين سنة من الزمان أحاط به القضاء المقدور وحال بين روحه وجسده صارم القدر المشهور، فلبى نداء ربه في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة 1370هــــ الموافقة ل1951م حيث تصدر الكلية الحسنة ب((كايامكولم))، فخرجت بلاد مليبار شيوخا وشبانا وأطفالا للتشييع جنازته إلى مثواه الأخير ودفن في شمال مقبرة المسجد الجامع بآمكاد (كيدنغيم).