بقلم : فائز بن إسماعيل
شعر شاعر :
لأهل البـيـت عــــــزٌ لا يزلُ
وفـــخرٌ لا تحيطُ بهِ العقــولُ
كــفـاك يا بني الزهراءِ فخراً
إذا مــا قــيــلَ جـدُكُـمُ الرسولُ
أبـــوكم فارس الهيجـــا عأليٌ
وأمـــــكمُ المـــطـــهـرةُ البتولُ
في تلك اللحظة، على حين غرة، تطايرت الردود بشكل من أشكال التعزية، كما تبادلت الحالات بصفة من صفات التسلية، بما قد تغيرت الملفات الشخصية، مثلما تحولت أحاديث المكالمات. استعبرت أقلام الكاتبين في صفحاتهم الشخصية، وكفكف دموعهم في منشوراتهم، واستدمع الأغنياء على أموالهم وولول الفقراء على أمالهم، فى نهاية المطاف، قام القض والقضيض من الناس بتحديث ملفاتهم الشخصية إلى صورة السيد حيدر علي. تخيل إذا دمرت عمود البيت فكيف ؟
نعم، سيدنا وقائد الأمة قد غسق عنا السيد حيدر علي أياما ما يربو على شهرين، عرفه بإسمه المحدد من صفاته المميزة الدقيقة وعلاماته الفارقة الواضحة، أعجوبة من أعاجيب الدهر كنادرة من نوادر الزمان، وشخصية قلما يجود بمثله الزمان كما جسد عطش إليه الزمان وللأرض هو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
إن لله تعالى عبادا اختصهم بحوائج الناس. كان السيد حيدر علي آخذا بزمام كثير من المنظمات والمبادرات والمؤسسات فى مجالات شتى على أثار أقدام أبيه وأخيه مثل الدينية والسياسية وفي فضاء الإجتماعية والتربوية وفي جو الإقتصادية وما إليها من الرئاسة العليا والتي تعزز شؤون الأمة، وبما أنه تولى منصب نائب رئيس جمعية العلماء بولاية كيرالا وتولى سدة حكم رئاسة رابطة المسلمين الهندية بولاية كيرالا إعتباراً من سنة ١٩٩٥ والمدير الإداري لجريدة تشندريكا (CHANDRIKA) المليبارية.
على الرغم من هذه المسؤوليات، والذي أحرى بالذكر، كان يحمل على أكتافه أعباء قضاء للمحلات والمساجد بحيث يتجاوز أكثر آلاف محلات. كما كان رئيس منطقة ملابورم للرابطة الإسلامية ما يربو ١٩ عاما في فتوة شبابه .
وقضى نصيب الأسد من عمره في محطة الدينية والعلمية قلبا وقالبا. ذلك مثلا احتلّ السيد مكانة مرموقة في رئاسة جامعة دار الهدى الإسلامية كما تمتع بمكانة مرموقة لمركز كندور وإلى ذلك، كان السيد في طليعة رؤساء المبادرات المصممة للعلوم الدينية والمادية من حيث دار الأيتام والمدارس الأهلية.
عادات السادات سادات العادات.
أصبحت سنة ١٩٤٧ محظوظة بولادته وشبعت شهر حيزران ( يونيو ) ١٥ بوضعه حيث لا يحتاج إليها أية من الزمان ،وهو الإبن الثالث لسيد أحمد بوكويا وسيدة عائشة.وذاع لقبه منذ نعومة أظفاره عند السادات بآتبو ( ذرة الأزهار ) وفى نفس السياق، اشتهر عند الناس بآتكا (ذرة الأزهار) .
أخذ العلم من أصفى مناهله وأغرز موارده. أكمل التعليم الإبتدائي في مدرسة ديفادار- بانكاد – وأكمل لاحقا الثانوية في عام ١٩٥٩ في مدرسة أم أم الثانوية كالكوت، درس لاحقا في كلية معونة الإسلام العربية بفناني والتحق ثانيا بكلية جامعة النورية العربية باتكاد وتخرج في عام ١٩٧٤ بدرجة بكالوريوس في مولوى فضل الفيضي. وأروى عطشه من العلم أساتيذه شمس العلماء أبو بكر مسليار وأبو بكر مسليار كوتملا و جمال الدين مسليار .
اليوم يوم المرحمة ( دار النعيم ).
أنشد شاعر:
راہ تو، رہرو بھى تو، رہبر بھى تو، منزل بھى تو
نہ خدا تو، بحر تو، کشتى بھى تو، ساحل بھى تو
كان اليوم – يوم الثلاثاء – يوم المرحمة للنا س.كرّس السيد يوم الثلاثاء بجذاميرها من حياته لتشريح مشاكل الناس ولجبر مسائلهم ولتخفيف أثقالهم. يغدون بطانا بأثقالهم ويروحون مشبعا بأفراحهم من كل حدب وصوب .والى ذلك, أنه ينهمك ذلك اليوم في شؤون القوم مع اكتراث مشاكلهم الدينية كما اهتم بمسائلهم القومية وقضاياهم السياسية والتي تنعكس على حاضر المجتمع ومستقبله. كان السيد حامل أثقال القوم بلا موازنة في معيار الدين والنسب ولا محاسبة في مقياس الأحزاب والجماعات. وكان محاميا لكل قضايا المرتبكة بما هو محافظا لكل مشاكل المشتبكة. هو كلمة أخيرة لكل المسائل السياسية والدينية كما أن رأيه حلول حاسمة للقضايا الاجتماعية والثقافية بأرائه الفولاذية الصارمة العارمة. وكان عضدا لهم في حياتهم المستقبلية وضمادا لجراح نفوسهم مع أنه مرهما لجراح قلوبهم لدرجة أنّ كلماته كانت سحر ساحر لقوم شذر مذر وأميرا لحشد حاشد.
وبما أن القوم يتوكلون قضاياهم إليه ويتطلبون دواء لمشاكلهم كما يستسلمون ورطاتهم لحكمه ويرهفون السمع إلى كلماته، بما أنهم يتفوّجون في الصفوف لملاقاته ويجدفون مجداف حياتهم نحو قوله. يزوره على مدار اليوم مئات من المسلمين وغيرهم لأجل الدعاء والتبرك ويتلجلج إسمه على لسان الناس بدعوته للإحتفالات كما أنه رئيسا لافتتاح جميع مناسباتهم المهمة كافتتاحات المساجد والمدارس وكذاالحفلات والمحلات التجارية والبيوت. ويُهتمّ بِصَدارَتهِ جدا في مجالس النكاح وصلوات الجنائز وحل المنازعات والمشاورات
لا يفل الحديد إلا الحديد
كتابة كاتب
المرء يعرف في الأنام بفعله
ومسائل المرء الكريم كأصله
الولد سر أبيه؛ هو شخصية يتيمة يصدق القول بمعنى حرفي. ورث المجد كابرا عن كابر وأن لرئاسته وخلقه وسياسته جذورتمتد وتمتد بما هو على مطمارأبيه السيد ب.ايم .ايس أحمد بوكويا كأن صوره في جسد السيد حيدر علي، لمح فيه من مخايل الرجولة وشمائل المروءة كما أضرم أبوه جذوة الإيمان في قلوب الناس حتى كان منفذا يتصرف الناس إليها ومنصبا يعتمدونها للراحة. والأخان الأكبران – السيد محمد علي شهاب، والسيد عمر علي شهاب – أرّثا فتيل التزكية لتعزيز الأمة. لم تندمل جراح وداعهما حتى اللحظة.
وههنا قصة تشير إلى أهمية السيد حيدر علي بالتزامن مع إلى أهمية شمس العلماء. قدم شمس العلماء إلى الناس في حفلة وبينهم السيد حيدر علي فالناس يقومون قيام احترام وإكرام لشمس العلماء حتى سقط عينه في السيد حيدر علي فلا يجلس هو ولا يجلس هو – لأن شمس العلماء أستاذه والسيد حيدر علي من أهل البيت. روى الطبراني بسنده عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.
اقفل فى صميم قلبك قول الله تعالى؛ كل نفس ذائقة الموت، قلوبي واجلة وعيوني ذارفة، وكيف أكتب بكائي، بدموعي أم بأحزاني، فكيف أسجل وفاة السيد … نعم ارتحل السيد الى جوار الله تعالى عن عمريناهز 74 عاما .أصبحت سنة 2022 في خبر كان بارتحاله } آذار\ مارس 6{ .وذلك أثناء علاجه في مستشفى خاص بأنغمالي .
طبت حيا وطبت ميتا يا سيد الأمة