بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على أنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
هذه محاولة ساذجة لتحليل إنشاءات السياسية الملحتمة في كيرالا عن السيد علوي المنفرمي بمساهماته القيمة في قيادة القوم على البريطانية إلى سبيل الرشد.
في القرن التاسع عشرة التجأ المسلمون إلى آيادي المخدوميين وقضاة كالكوت. ومع ذلك أصبحوا بمعزل بعيد عن معاقل السياسة والحكومة، والبريطانية قد استوطنت الهند واستولت على الوطنيين حتى صاروا مظلومين ومفقودين ومأسورين بقيود الراسخة تحت البريطانية.
وأعمالهم ومكاسبهم كانت بضاعة مزجاة، يعملون كالحمير ولا يعاملون مثل الأجير، عمل شاق وأجر رخيص، وقد اشتعلت ضمائرهم للوصول إلى الاستقلال والإنقاذ من هذه الذلة المدمّرة العمياء
وصل السيد علوى في شواطئ بحر العرب في رمضان 1183ه،فتحول تاريخ مليبار، على حين كانت الأمة الإسلامية في أقصى غاية الذل والهوان والاستعباد , والبريطانية تقوم بمحراث الأمر والحكم عليهم.
وفي اليوم التالى قد ركب في مركب مع خاله الشيخ جفرى الي قرية منفرم التي دفن خاله حسن الجفرى وأقام بها ،وكانت معمورة بالناس حيث يلتقون به ويستعين به، واستعدت بعض الطبقات السفلى للدخول في حديقة الإسلام، ومن بينهم هنود ونصارى وغيرهم، يحتلون مكانة مرموقة في خدمته وإعانته، و كان مرجع الأمور و منتهى الاقوال في المسائل الدينية والسياسية، وصار رحى الحياة الاسلامية واستثمر الاسلام، وتوصلت رسالته الي كل ناحية مليبار، وظهرت كراماته وعجائبه وفتح ابواب جديدة للدعوة الاسلامية، ونشر شعاع التوحيد النقي والدين الخالص من صيحات الجهل والضلالة التى صاح بها المنحرفون والدجالون، وانطفأت مصابيح الظلم والمناقشة ،انه صاحب التسامح والتواصل وغير الثقافة الدنيئة والحضارة الذليلة، وكان شديدا في قضاء دين الله فما لبث لترويج معاني الأسلام
واستعمار البريطانية وملوك الهنود تفرقوا بين قلوب الناس ومنحوا حنانهم وعطفهم وغيروا الثقافة الصافية التي نشأت وثمرت باصحاب رسول الله الصوفيين، وانهم كلفوا الناس واستفادوا منهم لعيشهم الزاهية، وعملهم في حقولهم بغير جزاء ولافائدة
اهتز قلوب الناس عليهم وترعرع بدونهم وتقووا انفسهم بإيمان خالص، وكان ذا حزن وهمّ في أحوال الناس الشنيعة وكثرة الخراج والعسر الذي يعاني منه المسلمون، وكثرت قصة الفقر والفقدان لأن لجام القوم في أيدي البريطانية وكلفوا تكليف الحمار وقطع أموالهم وكسبهم من الطريق وجنى حرثهم بدون اذن وصار الوطن حالة الفوضى وتراكم سوء الادارة وسوء النظام ، واشتد الفوارق الجنسية وأهاجوا الهياج والاضطرابات، ونبعت الثورة علي البريطانية وملوك الهنود الطاغية في نواحى البلاد المختلفة، ولكن السيد علوى مولى الدويلة علم أخبار الناس وأحوالهم من أفواه الناس وقلوبهم وجلة وبدونهم شجعة وأفاض إلي قلوبهم قوّة الإيمان وإغراء الإسلام وأفتي لهم بجواز الجهاد علي استعمارات البريطانية وعلي ملوك الهنود الطاغية ،وثقافة الذلة الفاشية،
وألف كتابه المنتسب إليه (السيف البتّار علي من يوالي الكفار ويتخذهم من دون الله ورسوله والمؤمنين أنصار) هذه مجموعة مسائل الشريفة التي ارتفعت من صدور المسلمين الذين بلوا بحضور الطوائف الكفريّة التي فرقت أديانهم أ نه يجيب فيه بإجابة وافرة وفتاوى رضيّة، وأنها كانت تلبية الساعة ومطلوب الحال حيث حث السيد المجتمع على إبادة الكفرة وأهل الجريمة لئلا ينقلب الأمر ظهرا لبطنها.
وألّف بعض الأشعار الفخمة معانيها والقليلة ألفاظها، وحتى الآن يتنافس الطلبة في حفظها وإملائها وسردها في خطاباتهم وكلامهم.
وقال فيها حوادث غريبةعجيبة تقع بعد لأيام والدهور وأفكار صوفية منها:
أربعة من الطيور طيروا
طاؤوسنا ديك وغراب نسر
كبر وشهوة وحرص و عجب
وهذه أخلاق أصحاب الكذب
ومنها:
وبعده تصيبنا في قومنا
فاقتنا في عيشنا وديننا
فتصير أولاد الزمان خدما
أصحاب أوراق الدخان سلما
ومنها:
أصحاب روسى آخر الأيام
أحزاب رجال من الخدّام
أنه أغرى وحرص الناس الجهاد في سبيل الله,وحثهم على إبطال الكفر وأخذ الجهد كل مأخوذ في إعادة أمن وسلام وإنقاذهم من هذه الشنيعة والتذلل قضي على الكفار واستعمارة البريطانة,وكانت البريطانية ينكرون المسلمين ويصدونهم وبقاومون عليهم, وحينما أسقى السيد علوي شراب حلو الجهاد والشهادة الى قلوب المسلمين إهتز صدورهم ورغب الى الاستقلال والحرية من هذه العقود المشددة
أول جهاد أثار على البريطانية هو أول ثورة ميلبارية في قيادة أن موسى الذي سبت البريطانية عليه وأحدث عليه وسماه وحشية ومنعو له رئاسة البلاد المسمى ,وأنه جمع الجماهير ودعا له السيد علوي وودعهم وأقبلو عليهم وكان في سنة 1792 وكان المسلمون ذوي قوة وشدة لم يمكن لهم إسقاط بنا ئهم وجماعتهم التى جمعت في سبيل الله واستمرت الثورة في بعض الحيان والايام ولما تناهي الجهاد على البريطانية أقبلت الى أسر السيد علوي ولكن خافت هياج الناس شعبهم وتركه في سبيله
وبعد أول ثورة شهد مليبار معاركا عدة وظهر حضور السيد علوي في جميع بانه دعا لهم والقى اليهم لذة الجهاد والشهادة بتأليفه السيف البتار وأشعاره ونبغ في نواحى البلاد ثوائر الاضطرابات والتهب نار الثأر على تسلط الاجنبي وكان الجهاد ذا صراع الوجود وسم تاريخ موتجره في1841م التي وقعت من ارشاداته، وثورة جيرور التي شهد فيها بنفسه, وكانت قوة الثوائر قيادة السيد علوي وابنه فضل كويا,انهما صارا خوف البريطانية وانه أقبل لأسرهما وتغريبهما, فضل فوكويا قد غربه الى بلاد العرب وفي سنة 1843 توفى السيد علوي بجرح جرحه في ثورة جيرور
كانت سادات منفرم ترسا شديدا او دفاعا راسية للمسلمين في مليبار وتصرفاتهم في سياسة المسلمين معدودة في ممر الأيام وهم أثبتو ذات المسلمين وصفاتهم ,وزكاهم مع أنهم ربانيون الكرام ومرشحون ومرشدون، حيث تولوا زمام الأمة الإسلامية وأقبلوا نحو بكل همة وعبقرية، ومن ذلك التراث الممجد بنيت ثقافة مليبار وأرسلت حمائمها إلى أبعد البلدان وأقصى القرى.