كانت سنة 2006 معلما تاريخيا في سماء الصحافة العربية بولاية كيرالا، حيث انطلقت مجلة النهضة بقوتها وحماسها في إشعال روح اللغة العربية وإقامة راياتها خفاقة في كل واد، وقد تمت بحمد الله وتشريف منه عشر سنوات سجلت نقطة تاريخية في صفحات لغة الضاد، ولا بد من تلقيها وتكريمها بالدفوف والطبول، لأنها تمثلت همة لفيف من الرجال الخلص الذين تجهزوا وتحزموا لكسر المستحيل، وحاليا تتلألأ كرامتهم وقوة إرادتهم في مفرق رأس الأيام، وعندما تلتفت نحو الوراء تلوح في جبهتها مآثر التحدي والعرقلة، حيث رفعت من عدة أوراق متفتتة إلى إوج المجلات الدولية السائدة، إنها حقا تستحق الفضل والتكريم، وقد أدت مجلة النهضة دورا رياديا في ترقية اللغة العربية بجودة عالية في المستوى الأكاديمي والجامعي، وقد تبلورت خدمات النهضة حين طويت بساط المبادرات العربية وانقرضت الدوريات عن جذورها في ريادة حركات لغة التاريخ والمجد، وفتحت هذه المجلة بلمستها الحانية آفاقا جديدة في ميدان الأدب العربي الفصيح، وامتدت قبضتها إلى المقالات والدراسات والاستطلاعات واستقطبت حول أحدث الأخبار والملفات الساخنة التي تمس قلب الأمة الإسلامية، وخلال هذه السنوات القصيرة والمستطيلة بالنسبة لمجلة تصدر عن أيادي الطلبة استدعت إعجابات العباقر وكبار الصحافيين حيث عبروا عن أعلى شكرهم وتقديرهم لهذه الشعلة المستطيرة، وقد استوقفتهم هذه الفعاليات الساذجة التي تسعى لبناء موجة جديدة في بلدة ذات التنوع والتحزب، لكن النهضة التي حققت اسمها بسماتها الأدبية ومعنياتها الصادقة تتطلع إلى فلق متسع الأرجاء وتنظر بمقلاتها الفاتنة إلى عيون الأساتذة والعباقرة رجاء منهم التلقي والقبول، وهي تدعو جميع من يحب اللغة والعرب إلى تلبية نداءها واستجابة أملها، لأن لها طموحات وتطلعات تتحمل في طياتها حتى تعبر المجلة أسوار الدول العالمية والإسلامية بشكل خاص.
ولله الحمد من قبل ومن بعد، تتشرف أسرة النهضة بإفادتكم وتكريمكم بهذا العدد الخاص، الذي يعالج شتى الموضوعات والمحاور من الأدب العربي الحديث، ونحيي قرائنا الكرام بهذه التحفة الأدبية الفريدة التي تنسج آراء العباقر والأبارز والعلماء الكبار،وقد أقبلت هيئة تحرير المجلة لإصدار هذا العدد الخاص علما بأنه هو مطلوب الساعة ومقتضى الحال، وأبرز المحاور التي تعرض عبر ورقاته هي الشعر العربي تطوراته وتنوعاته والترجمة العربية والأدب العربي عبر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي وقد تضمنت هذه المجلة حوارا خاصا مع الروائي المليالمي الشيخ صلاح الدين الأيوبي، بمناسبة روايته المترجمة لمجلة النهضة، ونؤكد بأن هذا العدد سيصل الآفاق ويغزو الأسواق لما هي تتفضل بأهمية كبيرة في العناوين وتمتاز بجودة التصميم والتحرير، إضافة إلى ذلك أن مجلة النهضة تتمثل فصاحة اللغة العربية وتستهدف لتعزير الأخوة والأمن الاجتماعي وتنأى عن نوايا الكراهية والعنف والإرهاب، إلا أنها تشدو نحو الأمة المشردة وتتعاطف معهم قلبا وروحا، على أي حال أن اللغة والأدب هما عجلتا هذه المجلة، فلا مجال للتحدي والمستحيلات، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد للقدر أن يستجيب، ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، جزاكم الله.