يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ ﴿فاطر﴾
أعلام يشار إليهم بالبنان، ويعرفهم كل قاص ودان… كرسوا حياتهم فى إحياء علوم الدين من جديد في ولاية كيرالا .. ومسوا نبض الأمة، ولهم دور ريادي فى ترويض الأمة وتربيتها. علموا الأمة وهديهم إلى طريق النجاة في الدنيا والآخرة… هم الرجال بلى هم الجبال بلى كالدهر فى همة بل سادة كبرى… لذا قال الله تعالى: «رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر»… هم أعمدة الأمة… وأوصال الأرض… وبهم تسير الأرض في نيرها… وبهم تدور فى مغازلها… وربحوا بتجارة لن تبور… وتنحوا عن تجارة يخشون كسادها…
فهذي الأيام في ظلام والحال أظلم منه، تراكمت فيها المشكلات، ووقع شبابها في ورطات الوسائل الحديثة… وداموا يبثون ما يهجس فى ضمائرهم، فكأننا حفنة أمام الملحدين واللادينية… وكانت أسلافنا أيقونة فى رسم حياتنا، وأسوة تمثل لنا السلوك والمناهج والأخلاق … وبنوا عالما جديدا متراصى الأركان من جديد بصفاء نيتهم وحسن طويتهم… أسهموا في نيل هذا المرام بنقيرهم وقنطارهم… وجدهم وجهودهم… وهم الذين حققوا حلمنا الذى كان يريد أن ينقض حتى أقاموه… ومن فخرنا أن لولاية كيرالا قصة نهضة، لا يمل الزمان من تردد يدها، ولا تشبع الآذان من سحر نشيدها… هكذا زودتنا جمعية العلماء لعموم كيرالا بزمرة علماء حتى ظلت كدوحة عظيمة تبيت الأكوان كلها فيها… لأن التقوى كانت حلتهم، والدعوات حليتهم، والتربية سلعتهم. فمسؤوليتنا أن نستظل في ظلالهم الوارفة، وأن نشرب من مزنتهم الوادقة. ومن الحقائق البارزة أن موت العالم موت العالم، ولا نستطيع أن نسد ما حدث من فرجة بفراقهم… بل هي ثلمة لا ترتقى… ورحلتهم رحلة عطاء ووفاء… ونسأل الله تعالى أن يرفع درجاتهم في العليين، آمين.